اعمدة طريق الشعب

عودة عاشرة الى امانة العاصمة / راصد الطريق

نعم في قولي « عاشرة « استفزاز مثلما فيه غضب، واننا نقول ذقنا ذرعاً، فانتم يا امانة العاصمة لا تسمعون ولا تعرفون، او تعرفون وتمسحون المعرفة بالجدوى. اعني بالاتاوات. اعني بمروركم على البسطيات والمتجاوزين من اصحاب المحلات على الارصفة، وعلى المخالفين في البناء، لتأخذوا « اجوركم « او « ارزاقكم « او رواتبكم الحرام الاخرى منهم.
المسألة اليوم اطرحها لا طرحاً اجتماعياً كما يريد قراء الطريق، احبتي، ولكن طرحاً فلسفياً! وفلسفياً بمعنى تساؤل عن « المدن والمصائر « او « المدن والافق الانساني الى الحلم «.
ولكي لا أوغل بالغموض فنتيه، سأعيد السؤال بصيغة أبسط واكثر ملامسة اجتماعية: كيف نريد تقدماً حضارياً مع تدهور وانحطاط المدن؟
مرة اخرى: كيف تزدهر المدينة والنظام، والمدن تتراجع الى قرى وتقاطعات ازقة ورايات عشائر، وكلها تشرف على اكوام قمامة ومياه آسنة ونفايات؟ لماذا يا أمانة العاصمة؟
التاريخ، تاريخ الاديان وتاريخ الامم وتاريخ الحضارات، يقول ان النمو الحضاري توأم لتقدم وتطور المدن. نحن بأزاء تدهور وانحطاط المدن نخسر ما ورثنا من مدينة، بدلاً من ان نضيف خطوات تقدم.
أمانة العاصمة.
مافيات أمانة العاصمة.
وراء ضياع أراضي الدولة بصورة مساطحات كاذبة. لا اعلانات ولا مزايدات، ولكن لهم اشخاصا محترفين يعملون واجهات وهم وراءه في انجاز المعاملات وتيسير الامور!
مافيات أمانة العاصمة وراء تحول الارصفة الى مخازن! ومافيات امانة العاصمة وراء تجاوز شروط المدينة في البناء. وهي هي المافيات حوّلت بعض قطع أراضي الدولة (المرافق العامة) الى «مولات»، فأساءت لراحة الناس، وضيّقت الخناق على مرورهم، ودمرت الساحات التي كان مؤملاً ان تكون حدائق او ملاعب اطفال او مكتب بريد او مكتبة عامة..
كيف تكون الحضارة وكيف تتطور المدن وهؤلاء المتخفّون في امانة العاصمة يدمرون المدينة؟