اعمدة طريق الشعب

كثرت الخنادق وقلّت الحدائق! / حازم الجعفري

اعلنت محافظة المثنى قبل ايام نية مجلسها حفر خندق يحيط بالمحافظة، لمنع تنظيم داعش الارهابي من استهدافها بالسيارات المفخخة كما حدث قبل ايام. وقد سبقت المثنى محافظات بابل وكربلاء وبغداد بحفر تلك الخنادق لمنع الارهابيين من تنفيذ مخططاتهم الاجرامية واستهداف المواطنين، ولكن تلك الخنادق كما بينت الاحداث اللاحقة، لم تمنع الزمر الارهابية من ارسال المفخخات والانتحاريين، وما حدث في بغداد نهاية الاسبوع الماضي من تفجيرات، دليل على ذلك.
ان اللجوء إلى حفر الخنادق أو الإكثار من السيطرات، أمر يربك المواطنين ويعطل اعمالهم ويعرقل حركتهم، وهو لم يمنع الارهابيين من تنفيذ مخططاتهم الاجرامية، في حين ان هناك الكثير من الاساليب الأمنية العلمية تلجأ إليها الدول المتقدمة، كنصب كاميرات وبالونات المراقبة، وتطوير منظومة الاستخبارت واختيار العناصر الكفوءة وزجها في دورات أمنية علمية في الداخل والخارج، والاستفادة من تجارب الدول التي مرّت بمثل ما نمر به الآن، والعمل على اختراق اجهزة الارهابيين ومجاميعهم ومعرفة طرق عملهم وتفكيرهم، فضلا عن العمل على إشراك المواطنين في حماية البلد، وتعزيز الحس الامني لديهم، ودعوتهم إلى الاخبار عن التحركات المشبوهة للاشخاص القريبين منهم.
وبدلا من أن تتعب الجهات المعنية نفسها بحفر الخنادق، ماذا لو زرعت حزاما من الأشجار يحيط بالمحافظة، ويصد عنها الغبار، ويحسن الوضع البيئي؟