اعمدة طريق الشعب

الفوضى تبتلع أرصفتنا / عادل الزيادي

يعرف الجميع ان تخطيط المدينة وشوارعها وتوابعها، يشمل تخصيص أماكن للسير وأماكن للانتظار واخرى للتنزه والترفيه، ومعلوم أيضا أن الأرصفة خصصت لسير المشاة حفاظا على سلامتهم من اخطار الشارع الذي خصص لسير العجلات والمركبات بجميع أنواعها، إلا ان غياب النظام والقانون، وشيوع الفوضى في معظم مرافق الدولة، فسح المجال للتجاوز على «الرصيف المظلوم» بحشود من أكشاك الباعة، فضلا عن تجاوز أصحاب الدور السكنية على أجزاء من الرصيف، وضمها إلى دورهم لتوسيعها. وآخر التجاوزات على الأرصفة في مدينة الديوانية، قام بها سائقو «الستوتات» والدراجات النارية، الذين يسيرون على الرصيف من دون أن يكترثوا لسلامة المواطنين.
قبل أيام، وامام دائرة التقاعد في الديوانية، صدمت إحدى الدراجات النارية رجلا مسنا كان متوجها لاستلام مستحقاته التقاعدية، وكان صاحب الدراجة (الشاب) يسير بسرعة جنونية ويقوم بحركات بهلوانية، ما أدى إلى صدمه الرجل المسن وإسقاطه على الأرض. وبعد عناء خاطب المسن صاحب الدراجة قائلا: «عمي الرصيف للبشر وانتو الكم الشارع, حتى الرصيف زاحمتونه عليه؟», فرد عليه صاحب الدراجة بتهكم: «لا يا حجي هذا كلامك قديم, الآن اشترينا الرصيف وانتم مالكم شي.. واحنه بكيفنه نمشي على الرصيف او بالشارع». فتجهم الرجل المسن من رده المتعجرف وقال: «طيح الله حظكم عله هالشروه، ولو بهالوكت كلشي ينشره وينباع حته الضماير!»، فنفض عباءته وتابع سيره وهو يدندن: «مع الاسف جا هيبة الدولة وين».