اعمدة طريق الشعب

نقل الركاب / راصد الطريق

مشروع نقل الركاب مشروع قديم تأسس في بغداد ومضى عليه اكثر من نصف قرن، بل اكثر من ستة عقود. وحين تمضي مدة طويلة على مشروع، فالمتوقع والطبيعي ان يتطور، ويتوسع.
وفعلاً تطور زمناً وتوسع، ودخلت الخدمة سيارات حديثة مبرّدة وذوات صفات عالمية، مثلما في باصات الدول التي نتمنى ان نكون مثلها او قريبين منها. واستُحدِث نظام لحركتها، نظام حديث يؤكد وقت شروع الباص ووقت تقريبي لوصوله. وكان هناك مفتشون ومراقبو حركة مسؤولون عن الجدول الزمني لحركة هذه الباصات.
انفرط هذا النظام، واختفت الباصات سنين. ثم عادت بخطوط محدودة وبشبه مقاولات: نريد من الباص هذا المبلغ وليفعل السائق (ومساعده) ما يفعل. ان يملأها بالركاب جلوساً ووقوفاً، ان يقطع المسافة من باب المعظم الى ساحة النصر بساعة لكي يحمّل ركاباً، مرةً يعطي تذكرة ومرة لا يُعطي. والركاب يتذمرون وهو لا يبالي او يكون فظاً فيقابلهم بالسباب والشتائم وعبارة: «روح اشتكي»!
هو يريد ان يكسب اكثر، والركاب يريدون ان يصلوا، والباص ملكية دولة، والدولة غير معنية بملكيتها. وكأن لا حاجة بعد للنظام ولا للادارة!
هذه إدارة سيئة، غير منضبطة ولا حضارية. لا بد من نظام، لا بد من جدول حركة ومواعيد، لا بد من تحديد عدد الركاب الواقفين، لان لذلك علاقة بسلامة الناس وسلامة الباص. فإما ان تعطوه لشركة اهلية وتلزموها بشروط العمل ومقدار الاجور، وتعيدوا الخطوط الملغاة، وإما ان تقوموا انتم بادارة المشروع ادارة جيدة ونظامية، ولا تتركوا هذه الفوضى وكأن الامر لا يعني احداً.
مصلحة نقل الركاب بكفاءاتها الحالية، ادارياً وفنياً، لا تبدو قادرة على ادارة العمل بالمواصفات والشروط التي كانت. إذاً، دعوا شركة تتولى هذا المشروع المهم لطبقة واسعة من الشعب، ليصلوا الى اعمالهم او الى بيوتهم في أوقات واضحة وبيسر ومن دون تجاوزات.
كذلك مسألة إعادة الخطوط الاخرى مسألة مهمة، ولا يجوز اهمال الموضوع الى ان يقضي الله أمراً كان مفعولا..
ماذا تنتظرون؟ تستطيعون العمل، اعملوا جيداً. لا تستطيعون، اتركوه لغيركم!