اعمدة طريق الشعب

فِيمَا يَتَعَلَّقُ بالتِّبْنِ! / يوسف أبو الفوز

توجهت كعادتي الى بيت صديقي الصدوق أَبُو سُكينة، وجلست مع جَلِيل نتجاذب أطراف الحديث والمعلومات عن النجاحات التي أستطاع تحقيقها المقاتلون الابطال من قوات جيشنا العراقي ومن يشترك معهم من متطوعين في الحشد الشعبي وقوات البيشمه ركه وقوات العشائر.
كان جَلِيل مسرورا لان الاحصائيات الرسمية تقول ان 40 بالمئة من الاراضي العراقية التي كانت تحتلها عصابات داعش الارهابية ، هي الان تحت سيطرة القوات الحكومية وان النجاحات مستمرة ومتواصلة .
كنت اؤكد ان هذه الانتصارات ستكون أكبر ووتيرتها أسرع وحتى خسائرنا ستكون اقل لو ان الحالة السياسية في البلد مستقرة ولو كان هناك تعاون حقيقي بين القوى السياسية المتنفذة بدل هذه الفوضى واسلوبهم الملتوي في البحث عن حلول تلتف على مطالب الشعب بالاصلاح وهدفها تكريس المحاصصة البغيضة.
قالت زوجتي : أتظنون ان قوى راعية للفساد وللفوضى تتخلى بسهولة عن اصرارها على التصرف اللامسؤول والمناورة لاجهاض عملية الاصلاح ولحماية نفسها ومصالحها ؟
قالت سُكينة : واحدة من أهم المشاكل تكمن في سلوك بعض من سياسيّ الصدفة، حين يتحدثون بثقة عالية ويدّعون انهم يعرفون كل شيء ويملكون بصيرة ثاقبة تقرأ الاحداث وانهم من الذكاء والشطارة ...
سعل أَبُو سُكينة وقال مقاطعا أبنته : ولكن يا أبنتي هذا التذاكي لا ينفعهم ، لأن سالفتهم تتعلق بالتبن. في يوم لا بد ان يأتي، هذا الشعب الذي عانى كثيرا بسببهم، سيجعلهم يأكلون التبن بدون عصير برتقال أو بيبسي كولا!
أَبُو سُكينة هنا يذكرنا بحكاية طالما اضحكتنا، رواها لنا أَبُو جَلِيل مرة عن مندوب مبيعات لمكانـس كهربائيـة طرق باب احد البيوت المبنية حديثا. فتح له صاحب البيت مُرحباً ، لكنه تجاوزه مسرعا وبدون مقدمات أفرغ كيسا ممتلأ بالتبن على السجادة النظيفة، وقال بثقة عالية بالنفس :
ــ هذه المكنسة الكهربائية التي تراها بيدي، ليست صنع الصين ولا صنع اليابان، انها مكنسة فريدة من نوعها، تعمل بشكل ساحر، وستنظف لكم كل هذا التبن بلحظات، وأن لم تنظفه سآكله بنفسي !
وبهدوء قال له صاحب البيت : وحين ستأكل كل هذا التبن هل ستحتاج معه عصير برتقال أو بيبسي كولا؟ ففي هذا البيت لا توجد كهرباء إذ لم تكمل التجهيزات بعد؟!