اعمدة طريق الشعب

قنواتنا الفضائية في رمضان / عبد السادة البصري

وأنا في سيارة ( الكيا ) ذاهب إلى العشار، سمعت حديثاً بين اثنين من الركاب حول البرامج الرمضانية في بعض القنوات الفضائية :
ـــ يا أخي البارحة شفت برنامج مهزلة ، كله ردح وكلام سخيف ماله معنى !
ـــ هو بس هذا البرنامج ؟!.. كل برامج قنواتنا تعبانة ، ما لها طعم ولا قيمة !
ـــ لو تشوف بعض القنوات العربية والمسلسلات اللي تقدمها ، كان تعجبت ؟!
ـــ صدقني أتابع أكثر من مسلسل أنا والعائلة وكلهم يقولون إنها رائعة، في أكثر من قناة عربية!.
ـــ إي شبيهم ربعنا ما يقدمون دراما بيها خير مثل هذي القنوات ؟!
وأنا أستمع إليهم سرحت في ذاكرتي إلى أيام عندما كنت صغيراً وأذهب فيها إلى أقاربنا كل ليلة في شهر رمضان، ولم نكن نمتلك تلفزيونا وقتها، لأتابع مسلسلات وبرامج رائعة ما زالت عالقة في مخيلتي حتى هذه اللحظة مثل ( الشاطر حسن، قرية الرعب، فارس ونجود، الكنز، مسابقات رمضان، مقامات الحريري وحكايات أبي الفتح السكندري وغيرها )، رغم إن التلفزيونات وقتها تبث بالأسود والأبيض إلا إنها كانت تجذب المشاهدين إليها وتجعلهم في شوق إلى ما تقدمه من برامج ومسلسلات درامية لها قيمة في المعنى والمضمون.
اليوم قنواتنا تتسابق لتقديم ما هو هابط جداً مثل البرامج التي توقع الآخرين في ورطة وإحراج أو الضحك عليهم بلا سبب وتقديم ما هو رديء وساذج لا يمت إلى واقعنا الذي نحياه بصلة !
المشاهد يحتاج إلى معلومات قيمة في الحياة لتساعده وتنفعه، كذلك الأطفال إذا استمعوا إلى هذا الكلام البذيء والمليء بالشتائم والألفاظ النابية التي تنم عن رداءة وسوء ذوق وقلة وعي، ناهيك عن ابتكار طرق نصب واحتيال وتزوير ممكن أن يتعلمها الأطفال أيضا.
الجميع يعرف إن القنوات الفضائية تتسابق وتتنافس في تقديم الأفضل والأجمل في شهر رمضان لتجذب العائلة التي تلتم بعد الإفطار حول شاشة التلفزيون، كما إن لكل قناة قسم إنتاج وآخر للتنسيق، حيث أن قسم الإنتاج يخطط ويدرس ماهية البرامج التي سيقوم بإنتاجها لهذه الدورة البرامجية أو تلك وما المطلوب منها فنيا وعلميا واجتماعيا وإنسانيا، ليبدأ قسم التنسيق دراسة آلية توزيعها والأوقات الملائمة لتقديمها.
أنا على يقين تام أن وطننا يعج بأصحاب المواهب الكبيرة من روائيين وسيناريست ومعدي برامج وفنانين على قدر كبير من المعرفة والوعي والمسؤولية اتجاه المشاهد لكنهم يحتاجون إلى آلية إنتاج كبيرة ومتعاونة معهم.. لهذا أقول :ــ
رفقاً بالمشاهدين يا قنواتنا الفضائية ولنفتح حقائب الإنتاج للأفضل والأكمل والأجمل .