اعمدة طريق الشعب

مساعدة مع احترام الحقوق والمستوى / راصد الطريق

العديد من ابناء الشعب تعرضوا الى أذى. ومن تعرضوا للسجن ليسوا اقل ممن تعرضوا للقتل عقاباً او حروباً. فلنا ابناءُ سجناء مضحين، وابناءُ شهداء حروب، وابناءُ شهداء نضال سياسي. ولهؤلاء حقوق على الدولة والشعب. هذا كلام متفق عليه.
بقي كيف نعوض هؤلاء، ولو بأقل القليل كما يقال؟ اعتقد بان نضمن لهم عيشا مقبولا، وهو امر ممكن ولا اعتراض عليه، كما انه مريح لهم. وهو يتم بتوفير سكن لمن لا سكن لهم، او تعويضهم بمال. وكما هو جارٍ اليوم يخصص لهم من الدولة – او من دائرة السجناء السياسيين – راتب يسدّ بعض احتياجات العيش.
وحتى الآن نحن متفقون على الاقرار بفضلهم وعلى حقهم علينا. ولكن هذا يجب ان لا ينال من حقوق عامة الشعب، ولا ان يجعل هؤلاء موضع استياء من الآخرين، كأن يقبلوا في الكيات او المعاهد بمعدلات دون المطلوب او بلا معدلات. هذا عمل خطأ لهم وللبلد وللناس. كذلك ان يفضلوا على غيرهم في الوظائف والتخصصات. وكذا في المستشفيات والعمليات الجراحية.
القبول في الكليات والمعاهد واحترام المعدلات وعدم تجاوزها مسألة تخص المستوى العلمي للبلد. وتجاوز ذلك فيه ضرر اجتماعي كبير وضرر لهم، لانهم يدخلون حقول دراستهم وهي فوق قدراتهم. عوّضوهم بمال، بسكن، بادخالهم دورات خاصة على اعمال مرغوبة.
المستوى العلمي ليس خاضعاً لمزاج. هو خاضع لخطط مدروسة وضعها خبراء تربية وتعليم، للحفاظ على مستوى الجامعات وتطورها. خطة التطور هي المطلب، لا الانتكاس والتراجع بين حين وآخر. ولا علاقة للدرس العلمي بالمساعدة. المساعدة ممكنة في المشورة العلمية وتوفير المصادر وربما النقل. هذا للمؤهَل الذي تتوافر فيه شروط الدراسة وتم قبوله حسب المعدلات وتدرجها، ولا بأس من مساعدته على اجور وكلف الدراسة.
كما ان مستوى التعليم يُدمَّر بعدم احتساب سنوات رسوب، واعادة امتحانات، وسوى ذلك. نعم تمر البلاد بظروف تقتضي بعض العون. ولكن اعادة الامتحان تعني ايضاً إعادة التدخلات والوساطات والغش واللعب بالدفاتر. اي تزداد فرص التزوير والتلاعب والوساطات. وهذا ليس عوناً، هذا تخريب للعلمية الدراسية في البلد وتدمير للمستوى العلمي والتربوي.
دعوا الجامعات، دعوا المعاهد، ودعوا وزارة التربية ووزارة التعليم العالي بعيداً عن الرغبات المزاجية (احياناً) في المساعدة وما يسمى (تفهّم الظروف). نريد مع تفهم الظروف تفهم معنى الحفاظ على المستوى العلمي، وعدم اتخاذ اجراءات تضعف المستوى، وتخلخل المتانة العلمية والادارية في الجامعات.
لتكن المساعدة بطرق اخرى. وليكن العون بمساعدات مالية او بتوفير سكن او باهدائهم تذاكر سفر مجانية او هدايا سنوية باسلوب متحضر..
لنفصل بين مساعدة الفرد، والاضرار بالمجتمع وبمستقبل البلد!
نريد من نحبّهم جديرين واقوياء ومحترمين!