اعمدة طريق الشعب

جرة الماء بلا ماء! / عادل الزيادي

مدينة الديوانية اسوة بمدننا الاخرى، ليست متخمة بالنصب او التماثيل. فهي لا تضم سوى نفرات معدودة من النصب والمعالم التاريخية، في حين كان من المفترض ان تتميز في هذا الجانب عن الاخريات بسبب انها ارض نيبور والحضارة، وتتلمذ في احضانها العديد من الفنانين المعروفين.
المؤسف ان هناك نصبا او معلما اجتماعيا تم تنفيذه خلال اواسط التسعينيات من القرن الماضي، في مركز المدينة (نافورة ماء تتوسطها امرأة سومرية تحمل جرة تسكب منها الماء في النافورة، في اشارة الى دور المرأة في ديمومة الخير والحياة)، وقد نفذ النصب الفنان المرحوم، رمزي كاظم غازي وكادره المرافق له. ومادام هذا النصب في مركز المدينة التي تعاني شح الأعمال الفنية، كان لا بد من ايلائه الاهتمام الاستثنائي الذي يكسبه حق التميز والوجود، لكننا اليوم نشاهد جرة الماء متآكلة من الأمام، حتى ظهر الانبوب المعدني الذي يقع في داخل الجرة، امام العيان. كما ان قاعدة الجرة تهرأت وتآكلت هي الأخرى، واصبح النصب مشوها بعد ان ألفنا المرأة السومرية وهي تسكب الماء يوميا وعلى الدوام. ومن هنا نناشد الجهات المسؤولة ونخص بالذكر بلدية الديوانية إنقاذ النصب، وتكليف لجنة من الفنانين لمعالجة ما طرأ عليه من تشوهات، وتشغيل المضخة التي تسكب الماء من الجرة، ونقولها بصراحة: «احنه اهل الفرات والماي. معقولة ام سوادي - كما يسميها اهل الديوانية – عطشانه؟!»، كذلك اننا نخشى من ان يكون مصير النصب كسابقه (المقاتل المنتصب امام مدخل الفرقة الاولى)، الذي نفذه احد فناني الديوانية المعروفين في حينها. حاليا النصب مهمل واسير في قاطع الفرقة الثامنة، يستغيث!