اعمدة طريق الشعب

دموع فرح اولمبية / حسين علوان

وانا أتابع وقائع الدورة الاولمبية الجارية في ريودي جانيرو في البرازيل اعتصرني الالم وذرفت دموعا تضامنا مع هؤلاء الابطال الذين يعتلون منصات التتويج حاصدين لبلدانهم الميداليات بأنواعها الثلاثة ( الذهبية والفضية والبرونزية ) وعيونهم مبصرة نحو رايات أوطانهم تعتلي الملاعب الاولمبية مرفرفة أمام الجمهور وشاشات النقل التلفزيوني لمئات من الدول وملايين من البشر المتابعين لوقائع الاولمبياد الجارية أحداثه منذ بداية آب. أبطال بعمر الورد شباب وشابات جميلات كالملائكة يتنافسون بروح رياضية عالية ليرفعوا من شأن بلدانهم التي وفرت لهم الاجواء والظروف والاهتمام كي يحصلوا على تلك الاوسمة واضعين أمام أعينهم ان للرياضة شأنا كبيرا في التقدم الحضاري والانساني بين الشعوب وتعد واحدا من المقاييس المهمة في تطور هذه البلدان ومعيارا مهما لقناعة من يتولى قيادة تلك الاوطان بأهمية الرياضة في توحيد البشر نحو المحبة والقيم الراقية . أقول ذلك وفي القلب حسرة والم وانا أتذكر الرباع العراقي الراحل عبد الواحد عزيز الحائز على الوسام ( الوحيد ) للعراق في رفع الاثقال عام ( 1960 ) ومنذ ذلك التاريخ حتى اليوم لم نر انجازا يرتقي الى مستوى الإنجاز الذي حققه المرحوم عبد الواحد عزيز وهذا يقودنا الى استنتاج ان القائمين على القطاع الرياضي هم ليس بالمستوى المطلوب من الكفاءة المهنية والعلمية بل ان بعض الدخلاء على الوسط الرياضي بعد ان دخلت المحاصصة البغيضة الى هذا المفصل الحيوي والمهم في تقدم المجتمع، للأسف الشديد تصدر المفصل الرياضي من هو بعيد كل البعد عن هذا الجانب الحيوي في حياة الشعب فكان للمحسوبية والمنسوبية وللاحزاب المتنفذة الدور الكبير في خراب الرياضة بكل مفاصلها ولم تعد ترتقي في المنافسة مع دول كنا قد سبقناها بسنين طويلة الا انها استطاعت النهوض بواقعها الرياضي ببرامج وتخطيط واستقدام خبرات مهمة في كل جوانب هذا المفصل المهم فأقدمت على الاستعانة والاستفادة من الدول المتقدمة وذات الانجازات الدولية الكبيرة في بناء الملاعب والمؤسسات الرياضية المتطورة وهذا لم يأت الا بعد قناعة القائمين على دفة البلاد وشعورهم بأهمية النهوض ببلدانهم ومنها الرياضة فسعوا الى بناء البنى التحتية ووضع البرامج والخطط الكفيلة بالارتقاء و ايجاد قاعدة قوية يستطيعون من خلالها الاطلال على العالم من خلال الاستثمار الافضل لشعبهم وشبابهم كي يسهموا في رفع رايات بلدهم في المنافسات القارية او الدولية الاخرى . كنت اتابع الابطال وهم يضعون أياديهم على قلوبهم وفوق علم دولهم على منصات التتويج وعيونهم تذرف دموع الفرح وعلم بلدهم يرفرف في الميدان وهم يرددون النشيد الوطني ليبدا التصفيق لهم من كل الحاضرين والمتفاعلين معهم عبر شاشات النقل المليوني بل تعدى ذلك الى مليار ونيف من البشر يتابع الاولمبياد كم تمنيت، نعم تمنيت ان أرى علم العراق هناك مرفرفا في سماء ريو دي جانيرو لكنني ايقنت رغم تفاعلي مع كل الابطال اننا سوف لن تقوم لنا قائمة ولن نرى علما عراقيا مرفرفا مالم نتخلص من نظام المحاصصة البغيضة اللعينة ووضع العقل المناسب في الميدان المناسب وقتها سنرى سارية اعلام الكون يعلوها علم العراق محققا الانتصارات تلو الانتصارات وحينها سنشعر بطعم دموع الفرح حين نرى شفاه الابطال تردد ... موطني ... موطني على منصة الانجازات ..