اعمدة طريق الشعب

جريمة مخلة بالشرف / كفاح محمد مصطفى

دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي في كلمة له في يوم الشباب العالمي الى اعتبار الكذب جريمة مخلة بالشرف. العجيب والغريب في الامر ان التصريحات الطنانة والرنانة والتي بقيت حبراً على ورق وهي شئنا ام ابينا شكل من اشكال الكذب المغلف بالوان زاهية وبراقة اصبحت سمة من سمات بعض كبار المسؤولين في وزارات الدولة ومؤسساتها مع الاسف الشديد فعلى سبيل المثال وليس الحصر سنذكر بعض تلك التصريحات فيما يتعلق بازمة السكن لتعكس للسيد رئيس الوزراء صورة حقيقية لما يجري في وزارات الدولة ومؤسساتها.
• في عام 2008 أعلن في بغداد عن خطة اسموها (10×10) اي تخصيص 10 مليارات دولار في السنة ولمدة عشرة اعوام لتحويل مدينة الصدر (الثورة) الى اجمل مدينة في بغداد وحتى هذه اللحظة لم تطبق سوى خطة (صفر× صفر) بنجاح ساحق. وفي عام 2008 ايضاً صرح رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار بان العراق ضاعف هدفه لبناء الوحدات السكنية فبدلاً من بناء 500 الف وحدة سكنية اوصلناها الى مليون وحدة سكنية (بالمشمش).
• في عام 2009 أعلن عن انشاء اكبر مدينة سكنية في جانب الرصافة في موقع معسكر الرشيد، كما اعلن عن احالة مشروع معسكر الرشيد السكني الى شركة اماراتية وهو على وشك التنفيذ وما زلنا يا سيدي حيدر العبادي في انتظار تلك (الوشك).
• في عام 2010 أعلنت وزيرة الاسكان والاعمارعن اطلاق السياسة الوطنية للاسكان التي تشمل بناء مليون وحدة سكنية في عموم العراق من اجل القضاء على أزمة السكن.
• في عام 2010 وضع حجر الاساس لمشروع بوابة بغداد السكني في مطار المثنى وحتى هذه اللحظة ولا طابوقة بنيت فيه.
• في عام 2012 أعلنت هيئة استثمار بغداد انها بصدد الاعلان عن بيع 26 ألف وحدة سكنية في مواقع مختلفة من مدينة بغداد وان هذه المواقع موزعة في ابي غريب والصابيات والدورة وناحية الوحدة وقرب بوابة بغداد وان هذه المواقع سيتم الاعلان عنها لبيعها للمواطنين خلال الايام القليلة المقبلة وما زلنا يا سيدي حيدر العبادي في انتظار الايام القليلة المقبلة منذ عام 2012.
والنتيجة يا سيدي هناك مليون و 600 الف مواطن يسكنون في المناطق العشوائية في بغداد فقط بحسب بيان لمحافظ بغداد علي التميمي فيما اكدت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق بوجود 127 عشوائية في العاصمة بغداد. هذا فيما يتعلق بازمة السكن فقط والتي تحولت الى كارثة بكل ما تعنيه الكارثة من معنى بسبب المسؤولين الذين جرى تعيينهم وفق المحاصصة المقيتة وليس على اساس الكفاءة والمهنية والاخلاص والشعور بالمسؤولية تجاه المواطنين فهل من منقذ من المحاصصة المقيتة؟