اعمدة طريق الشعب

الدوري الكروي العراقي وانطلاقته الجديدة / احلام عبد الكريم

نتعلم من الآخرين فليس هذا بعيب وإذا ما تحدثنا او استشهدنا بأمثلة كروية عن الدوري الانكليزي او الاسباني او الالماني فلا يعني هذا مبالغة او بعدا في المقارنة بين هذا البلد و ذاك. لقد كان الانكليز من اشد البلدان تعصبا والى وقت قصير في الاستعانة بالمدربين الاجانب، معتبرين انفسهم اسياد العالم بكرة القدم وهم اول من لعب كرة القدم ومنهم انطلقت الى ارجاء العالم الاخرى. وهذا صحيح طبعا، ونرى الان الايطالي رانيري مدرب ليستر ستي وبطل الدوري الانكليزي للعام الماضي ومورينهو البرتغالي مدرب المان يونايتد وكوارديولا مدرب نادي مان سيتي وفان خال الالماني مدرب ليفربول وغيرهم وهم يدربون اعرق الاندية الانكليزية وهذا الاسلوب متبع في اسبانيا وفرنسا والمانيا وحتى في اغلب الدول العربية والخليجية. وعلى اثر هذا فهناك الاموال والرواتب المغرية والتسهيلات الكبيرة تقدم اليهم لغرض الارتقاء بدوريات تلك الدول وتطويرها.
ولم تأت هذه الامور جزافا او عبر وقت قصير وانما جاءت بعد قناعة وافرازات عملية صحيحة وحتى عدد الاندية التي تشارك في الدوري حيث اثبتت التجارب العلمية ان عشرين ناديا لاندية الدرجة الاولى افضل عدد لتسيير الدوري بطريقة الذهاب والاياب. يعني هذا ان كل ناد يلعب 19 مباراة في كل مرحلة ويعني هذا ايضا 38 مباراة لحين الوصول الى نهاية الدوري واستخدام هذا العدد من قبل الاتحاد العراقي شيء صحيح جدا ولكن الذي يخشى منه توقف الدوري في العراق نتيجة الظروف التي يمر بها البلد واستعدادات المنتخبات للاستحقاقات الدولية ووقتها تذهب كل هذه الامور ادراج الرياح ويفرغ الدوري من نتائجه المتوقعة.
في اغلب البلدان لا يحدث توقف في الدوري الكروي مهما كانت الاسباب فالدوري يستمر والاستحقاقات الدولية تنجز وهذا يعني احتراما بالغا وكبيرا لكرة القدم وليس هذا وحسب وانما هناك الملاعب الفارهة والمدربون المحنكون الذين يدربون هذه الاندية ونتيجة لذلك نرى الحكام ببزاتهم الجميلة والتقنية الحديثة التي يستخدمونها في ادارة المباريات، ناهيك عن الحياد المطلق واللياقة البدنية العالية التي يتمتعون بها،انها الحضارة واحترام العمل وانجازه على اتم وجه.
ان الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم على اعتاب مرحلة مهمة وان الدوري العراقي وبهذا العدد لشيء رائع وعليه ايضا مراقبة الاندية وتعيينها للمدربين الذين يقودون هذه الاندية فليس عدلا ان يدرب في هذه الاندية مدربون ذوو خبرة شحيحة وتعليم بسيط فالاتحاد الدولي انذر المانيا عندما كان فرانتس بيكنباور مدرب منتخب المانيا لعدم حصوله على الشهادة التدريبية الدولية وكذلك انذر ريال مدريد لعدم تقديم زين الدين زيدان شهادته التدريبية. المدربون والحكام والملاعب والادارة عناوين مهمة في كرة القدم وتطورها اننا نتطلع الى الاتحاد العراقي لكرة القدم بكل شوق لنرى عملا حضاريا رصينا وان هذا ليس مستحيلا مع تمنياتنا لهم بالنجاح.