اعمدة طريق الشعب

دولة اللا معقول / كفاح محمد مصطفى

انتقد رئيس الوزراء حيدر العبادي في مؤتمر صحفي عقده في مبنى مجلس الوزراء غياب الوزراء الامنيين ووزير المالية في الحكومة بالقول ليس من المعقول ان تكون الدولة خالية من الوزراء الامنيين ومن وزير المالية وهي تمر في أزمة مالية.
يا سيدي رئيس الوزراء يبدو ان دولتنا دولة اللا معقول، فليس من المعقول ان تسيطر عصابات ارهابية اجرامية على ثلث مساحة البلاد بدون قتال وتعيث في الارض ارهاباً واجراماً وقتلاً وسبياً ولا احد يعرف كيف حدث ذلك ومن المسؤول عن ما حدث حتى هذه اللحظة؟ وليس من المعقول أن يوجد في بلد يطفو على النفط مليون و 600 ألف مواطن يسكنون في المناطق العشوائية في بغداد بدون خدمات اساسية تليق بالبشر؟ وليس من المعقول في بلد يطفو على النفط ان يجلس التلاميذ في الصفوف على الارض لعدم توفر الرحلات المدرسية في مدارس يكون الدوام فيها مزدوجاً مع وجود مدارس تعمل بثلاث وجبات مع وجود عدد كبير من المدارس الآيلة الى السقوط والطينية، وتوزع على الطلبة فيها كتب مدرسية قديمة وممزقة، ولا تتوفر فيها مياه صالحة للشرب ومرافق صحية نظيفة. وليس من المعقول ان تصرف مليارات الدولارات، نعم مليارات الدولارات وليس الملايين، لتحسين الطاقة الكهربائية والطاقة الكهربائية لم تتحسن، وجرى تجهيز المواطنين بالطاقة الكهربائية في الصيف اللاهب وفي درجة حرارة 50 درجة مئوية لمدة ساعة واحدة فقط مقابل 5 ساعات قطع وفي احسن الاحوال مقابل 4 ساعات قطع.
وليس من المعقول يا سيدي ان تستورد بلادنا الحبيبة، بلاد ما بين النهرين الخضراوات والدواجن واللحوم بل وحتى المياه المعلبة من دول الجوار. وليس من المعقول ان تعلن القوى السياسية المتنفذة المحاصصة المقيتة بالعلن وتتقاسم المناصب والامتيازات في السر.
يا سيدي وبصراحة متناهية لا يوجد شيء معقول في بلادنا الحبيبة مع الاسف الشديد فهي تسير منذ سقوط النظام الدكتاتوري السابق في طريق اللا معقول. والسؤال الآن يا سيدي: أأنت من ينتقد الاوضاع اللا معقولة ام انك في موقع قيادي تنفيذي وحزبي يؤهلك انت وحزبك وكتلتك وائتلافك لوضع البلاد على السكة الصحيحة وازالة الاوضاع اللا معقولة والخروج من قمقم المحاصة المقيتة ووضع الشخص الكفوء والنزيه والمخلص في المكان المناسب.
انه مجرد سؤال يا سيدي حيدر العبادي.