اعمدة طريق الشعب

تُرابْ .. ترامبْ !/ يوسف أبو الفوز

كان فوز دونالد ترامبْ برئاسة الولايات المتحدة الامريكية، قد عكر مزاج صديقي الصَدوق أَبُو سُكينة لايام. فأبو سُكينة يعتقد انه ما دام ترامب يحظى بدعم من منظمات فاشية وعنصرية، فأنه سيجعل العالم في حالة قلق طيلة فترة رئاسته. وكنا تابعنا خلال الاسابيع الماضية كل ما يحيط بترامب من تصريحات وفضائح ومفارقات. ولم يكن فوزه مفاجئا بشكل كبير لنا ، فقد عبر جَلِيل عن توقعاته بذلك اكثر من مرة :
تبدو الشعبوية مثل موجة كريهة تنتشر في العالم، وترامب ممثلا لها في أمريكا، وان فوزه المتوقع معناه فرصة اكبر للقوى الرجعية الشعبوية القومية !
كنت عائدا من تعزية بوفاة والدة احد الاصدقاء ، ورغم طقوس الحزن كانت انباء انتصارات قواتنا المسلحة، بمختلف صنوفها ، على قوى الارهاب في معارك تحرير الموصل، تنعش النفوس . قلت لجَلِيل الذي رافقني الى مجلس الفاتحة ، وكان منزعجا لان احدهم ، وهو يعمل في احد المصارف الاهلية ، تصدر المجلس في جانب منه وراح يتشدق بأنجازاته في خدمة اقتصاد البلد :
ماذا كنت تتوقع من امثاله ليغطي على روائح فساده؟ انظر ها هي جهات رسمية تعتبر سيطرة المفسدين على عمل العديد من المصارف، احد اسباب تلكؤ عمل هذه المصارف . وان من بين خمسين مصرفا اهليا هناك فقط خمسة او ستة يمكن الاعتماد عليها !
قال جَلِيل بغضب : مرارا كررت أصوات غيورة على مصلحة الوطن، ضرورة تشريع قانون المصارف لاجل ان يكون هناك رادع رقابي حكومي. لكن من يسمع؟ ان الخلافات السياسية بين القوى المتنفذة، وسياسة هذه حصتك وهذه حصتي، هي من تجعل امثال ترامب في بلادنا يتسيدون المشهد !
سعل أَبُو سُكينة فعرفنا رغبته بالمشاركة في الحديث فقال بأنفعال واضح : في أمريكا عندهم ترامب واحد، واحنا عدنا ترامبات. والواحد منهم، تجده الصبح يحكي شرقا والمساء تجده يحكي غربا. الحكي والتصريحات غير المسؤولة صايره عندهم بسعر التراب .. الدنيا بيهم خربانه وصايرة ترا... مب ، بس تالله وبالله إلهم يوم قادم راح شعبنا يصخم وجوهم ويترس حلوكهم ترا.. ب !