اعمدة طريق الشعب

طكاكات 2017! / عبدالكريم العبيدي

عنف، عنف، عنف.
طكاكات قرب أبواب ونوافذ البيوت. طكاكات في الأزقة والشوارع وعلى الأرصفة. وطكاكات داخل البيوت وفي الحدائق والمتنزهات وعلى شواطئ دجلة الخير.
«انفجارات» لا حدود لها، ينفذها الأطفال في النهار والليل، حتى طغت على ألعابهم، ألعاب عنفهم الصاخبة، كصورة مكتظة بالعنف اختزلت مأساة الطفولة، وأضحت شاهدا جديدا على مآلها الحزين.
عنف، عنف، عنف.
بنادق الأطفال بعضها كان أطول من قاماتهم، وقاذفات ومسدسات ودبابات وسكاكين وخناجر الأطفال، استخدمت بشراسة في ألعاب الشرطة والارهابيين، مافيا 2، المفخخات، العبوات الناسفة وطكاكات 2017!
عنف، عنف، عنف
الدكاكين والمحال التجارية الكبيرة اكتظت ببضائع الأسلحة المستوردة خصيصا لخدش صباحات ومساءات آخر أيام هذا العام، والاقبال على محال البنادق والقاذفات والمسدسات والطكاكات على أشده منذ أسبوع. استعداد ملفت لاستقبال عام جديد بمظاهر عنف كريهة.
عنف، عنف، عنف.
«اليومية»، صغيرها وكبيرها تحولا فجأة الى بنادق وقاذفات ومسدسات. وأصوات انفجار الطكاكات والاطلاقات طغت على تهاني الرجال والنساء وعلى نغمات المسجات والاتصالات رغم أعدادها اللامتناهية.
عنف، عنف، عنف.
تشويه مخيف لذائقة الطفولة الجمعية في وطن غفا على أعوام الحروب الطويلة بكل ما حفلت من هجومات ومعارك طاحنة وأسر وتشرد وتهجير ونزوح، وها هو يصحو على انفجارات طكاكات 2017!
عنف، عنف، عنف.
الآباء والأمهات ألفوا هذا النوع من الصخب. الجيران صابرون. والمارة حذرون. والصبية في أزقة وشوارع الأحياء السكنية يصنعون تاريخ الحروب، ويقررون ساعة الصفر لنشوب معارك الألفية الثالثة، معارك الطكاكات، بكل أنواعها، وراحوا يتفننون في نوعية التفجيرات الجماعية التي طغت على انفجار آخر سيارة مفخخة في العام 2016.
قبالة بيتنا، تحول محل «أبو سلام» الى أخطر مصدر لتمويل الأطفال بكل مظاهر العنف، خصوصا طكاكات 2017!