اعمدة طريق الشعب

نقابة السلطة ونقابة الوطن / محمد علي محيي الدين

النقابات بمختلف اسمائها ومسمياتها وجدت لخدمة المنتسبين اليها والدفاع عنهم، وطالما كان للنقابات دورها الكبير في رفع الغبن عن الشريحة التي تمثلها، وتاريخ العراق حافل بكثير من الصور. فقد كان للنقابات والاتحادات اثرها الكبير في اقرار حقوق منتسبيها والدفاع عنهم، وطالما أدت احتجاجاتها الى سقوط حكومات وتغيير وزارات ومحاكمة شركات.
وفي ظل الانظمة الشمولية انحسر دور النقابات وأصبحت بوقا للسلطة، وتابعا لها، بل اصبحت في بعض الاحيان جهة امنية وعينا للسلطة ومدافعا امينا عنها، ومرتعا للفاسدين وسراق المال، ما افقدها بريقها، وهمّش دورها وجعلها لا تمثل من وجدت لأجله.
وبعيد سقوط النظام أعيدت الحياة إلى النقابات بصورتها المألوفة السابقة. فما زالت بعض النقابات ترتبط بعلاقات مع هذه الجهة أو تلك، ومنها من وجدت لها مكانا بين المتنفذين فائتمرت بأمرهم وأصبحت ممثلة لهم، ومنها من أصبحت مصدرا للربح والتجارة والسفرات والامتيازات. فلا هم لها غير اصدار الهويات واستحصال الرسوم.
وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد ان نقابة الاطباء لم تقف موقفا مسؤولا في الدفاع عن الاطباء الذين يتعرضون للامتهان والضرب والاعتداء والقتل. فيما كان لهذه النقابة دورها الكبير في مصر. فقد خرج آلاف الاطباء احتجاجا على اعتداء حصل على زميل لهم من قبل بعض الشرطة، وحُكم على المعتدين من رجال الشرطة بالسجن.
«وين چنه وصرنه وين» قالها سوادي الناطور بحرقة واردف: «گبل چانت النقابات تسقط حكومات وتغير وزارات واضراباتها ومظاهراتها ينحسب الهه الف حساب، هسه نقاباتنه ما عدهه شغل بس تاخذ رسم اشتراك وتصدر بيانات ومستفيدة من املاكها تلعب بيها شاطي باطي، ولمن رئيس الوزراء الجعفري جمد ارصدتها وهيمنت عليها جهة تابعة لوزير العمل بذاك الوقت، اطلق الارصدة وضاعت الفلوس والبنايات ومحد يدري وين صارت، والله شوفة عينك العمال بدون رواتب ولا ضمان والمعلمين يوميه داگيهم بمدارسهم والاطباء مسويهم خبز العباس والمهندسين ترسوا بيهم السجون، ولا واحد يحچي ولا واحد يگول، والحكومة هم مكيفه لحد الان ما سوت قانون النقابات مثل قانون الاحزاب وقانون المنظمات غير الحكومية ومخليتها تايهه ومحد يدري شلون تاليها، وشيعه وضايع راسهه والك يا طويل الذراع، كلمن يهبش هبشته والفقير اله الله!».