اعمدة طريق الشعب

الرياضة ليست كرة قدم.. ياوزارتنا الرياضية! / حسين الذكر

صحيح ان لعبة كرة القدم تستقطب القاعدة الجماهيرية العالمية الاوسع وكذا المحلية ، كانعكاس طبيعي لحب العراقيين للعبة ، منذ دخولها البلد قبل مائة عام تقريبا ، الا انه ليس من الصحيح ، ان تبقى هي وحدها في الميدان، وتهمش بقية الالعاب التي حقق فيها ابطالنا انجازات قارية عالمية وعربية وإقليمية.
فعلى طول سنوات وعقود ظل العراق مهيمن على منصات التتويج في العاب لها شعبيتها وجماهيريتها وسطوتها وحظوتها المعروفة، كالعاب القوى والملاكمة والمصارعة والسلة والطائرة واليد والعاب اخرى..
قبل ايام التقيت الزميل منعم جابر المعروف بروحه الرياضية الوطنية الخالصة، الذي ظل مواظبا على ذات النهج الوطني، بعيدا عن مصالحه الخاصة في انتقاداته وتصريحاته. وقد سألني وتساءلنا حد النقاش في الاسباب الموضوعية لغياب بقية الالعاب عن القنوات والصحافة، الا بنسب متواضعة جدا، وقال وقلت حتى تبلورت لدينا بعض النقاط المحورية حول هذه الاسباب، التي تركزت على ما ينبغي معالجته وتداركه من قبل وزارة الشباب والرياضة، قبل غيرها : اولا عدم اهتمام الوزارة القطاعية ببقية الالعاب ، كما تهتم بكرة القدم، وذلك واضح من خلال ما نشاهده ونتابعه ولا يحتاج الى تفسير ونقاش. ثانيا: ما يتعلق بغياب المنشآت الخاصة بالالعاب وضرورة ان تتحرك الدولة ممثلة بوزارتها وبقية منشآتها، لتهيئة بيئة رياضية عامة وليس كروية فقط، مما يسهل عملية الممارسة ويشجعها ويطلق عنان البطولات في مختلف المحافظات لتوسيع القاعدة وجذب الجماهير ووسائل الاعلام. ثالثا ضعف الاتحادات في اقامة بطولات محلية بالشكل الذي يشجع الصحافة والاعلام والجماهير على المتابعة الحقيقية ، وذلك بسبب تركيزهم على المشاركات الاقليمية التي تتيح السفر والايفاد على حساب البطولات المحلية، حيث تصرف الميزانيات للمشاركات الخارجية التي اغلبها فاشلة وفارغة، فيما تكاد تكون البطولات المحلية هامشية ضعيفة، بلا اعلام اهتمام وكانها مجرد اسقاط فرض، وهذا ينطبق على اغلب وليس جميع الالعاب التي بدات تاخذ مساحة جديدة من المتابع ككرة السلة ودوريها الجيد جدا. رابعا وهذه نقطة مهمة مفصلية، تتعلق بغياب الاعلام الحقيقي في اغلب الاتحادات، حيث تعد المكاتب الاعلامية بمختلف تسمياتها مجرد كتابة اخبار تغيب عنها الاستراتيجية الاعلامية التي لم تخصص لها من قبل الاتحادات، الا مجرد رواتب موظفي المكتب التي لا تتعدى شهريا مليون او اكثر، ولا تأخذ مستوى وقيمة وتأثير واهمية الاعلام بالمستوى المطلوب ولا تساعد الزملاء على التحرك والتطور. خامسا غياب رؤية حقيقية من قبل الوزارة القطاعية والاولمبية والاتحادات في كيفية نشر اللعبة واعادة الهيبة لها.
في هذا الصدد سمعت عدداً كبيراً من الاخوة في الاتحادات كرؤساء او اعضاء او مقربين او اعلاميين يشكون ضعف اهتمام السيد وزير الشباب والرياضة بهم ومتابعتهم ودعمهم، مقارنة بما يبديه من اهتمام بشؤون كرة القدم، بصورة جعلت البعض يعلق وديا: "ان وزارتنا لكرة القدم وليس للرياضة فضلا عن الشباب".
مع الامنيات للجميع بالتوفيق والنجاح خدمة للرياضة العراقية.