اعمدة طريق الشعب

هل نترك المشافي ونراجع المشعوذين!؟ / ودود عبد الغني داود

في الوقت الذي عجزت فيه النخب المثقفة والمهنية والتربوية عن حصولها على فضائيات خاصة بها لتنوير وتثقيف الشعوب التي عانت وما زالت تعاني تركات الانظمة الشمولية والمتطرفة والمتخلفة، نجد أن هناك تزايدا ملحوظا في عدد الفضائيات التجارية والمغرضة والمدعومة من قبل جهات مشبوهة والبعض من شركات الهاتف النقال. وأخطرها تلك الفضائيات التي تقدم وصفات جاهزة وعجيبة للشفاء من امراض مستعصية ومزمنة عجز الطب الحديث عن علاجها! وغالباً ما تكون تلك الوصفات معززة بتمثيليات اذاعية أو تلفزيونية متفق عليها مسبقاً بين معد البرنامج وصحبه من وراء الكواليس، حول حالات شفاء فورية من تلك الامراض بمجرد الاخذ بذات الوصفات المتمثلة بتناول قدح او اقداح من الماء معززة بتلاوة بعض المفردات وغيرها من الوصفات التي تثير الضحك احياناً. علماً ان هناك حالات شفاء حقيقية قد تحدث فعلاً، وهذا يرجع إلى الايحاء النفسي لمرضى الوهم والوسواس فقط.
علاوة على ذلك نجد ان هناك انتشارا واسعا للعرافين والدجالين وتجار الدين وباعة المحابس والتعويذات وغيرها من اعمال الشعوذة، في الوقت الذي يشهد فيه العالم المتحضر قفزات نوعية في علاج امراض كانت مستعصية حتى عهد قريب.
لعل البعض يتساءل: هل آن الأوان لنستغني عن المشافي والمعاهد والكليات الطبية، ونتوجه إلى الشعوذة في معالجة مرضانا!؟
نأمل ان تتكاتف جهود قوى الخير من اجل وضع حد لهذه الفضائيات وجميع حالات الشعوذة والخرفات والدجل التي باتت تنذر بعواقب اجتماعية وخيمة.