اعمدة طريق الشعب

ليتهم يقرأون ..!/ عبد السادة البصري

قبل أسبوعين وبعد كتابتي عن الثقافة والإصلاح الثقافي وحديثي عن احتمال توقف إصدارات الشؤون الثقافية من المجلات الأدبية ، اتصل بي الصديق ( طالب كريم ) مسؤول العلاقات والإعلام في الدار وبعد إشارة السيد الوزير لهم حول ما جاء في عمودي وعليهم توضيح الالتباس ، حيث اخبرني بأنهم لم يوقفوا إصدارها بل قللوا المكافآت أو حجبوها مما قد يؤدي الى عزوف الأدباء والكتّاب عن إرسال موادهم الأدبية واحتمال تلكؤها أو تأخرها في الصدور، وبعد الحديث بيننا طلبت منه أن يكتبوا إيضاحا للجريدة عن هذا الالتباس غير المقصود!
حقيقة فرحتُ وأسعدني كثيراً اتصالهم وتأكد لي أن هناك مَن يتابع ويقرأ عمودي وما يُنشر في الجريدة من أعمدة ومقالات أخرى وهذا دليل حرص ومتابعة عمل ، وبقدر ما اعتراني من فرح توقفت عند تساؤلات كثيرة حيث قلت في قرارة نفسي: هل المسؤولون يتابعون الصحف وما يُكتب فيها وكذلك ما يتداوله الناس على صفحات التواصل الاجتماعي ؟!
تساؤلٌ أخذني الى أن استعيد بذاكرتي كل ما كتبته في عمودي منذ أكثر من سنة وهل قرأ المسؤولون ما جاء فيه عن المشاريع المتلكئة وملوحة الماء وضرورة الاهتمام بالتربية والتعليم وإيجاد حلول لأزمة السكن وذوي الدخل المحدود والفقراء والأدباء والفنانين وتوفير حياة معيشية وسكن يليقان بهم ، إضافة الى الصحة والزراعة والتجارة والصناعة وكيفية توقف اغلب الشركات الصناعية واستيرادنا كل ما كنّا نصدره ذات يوم ؟! وهل ..؟! وهل..؟! تساؤلات كثيرة كانت وما زالت تبحث عن إجابات وحلول ، لم أقرأ رداً واحداً في الجريدة من قبل المعنيين عليها. كما لم يتغير الحال أبداً ، إذ بقيت المشاريع التي لم تُنجز عائقاً أمام الناس ومسببةً مشاكل كثيرة ، ولم تُحل ظاهرة المتسولين الذين أخذوا بالتكاثر في الشوارع وتقاطعاتها ،إضافة الى أزمات السكن والبطالة ومياه الأنهار الآسنة ، وكأنهم لم يقرأوا كلمة واحدة مما كُتِب !
أعرف جيداً والآخرون كذلك أن مستشاراً إعلاميا أو مكتباً إعلاميا يوجدون في كل وزارة ودائرة ، عملهم أن يتابعوا ما يُنشر في الصحف وغيرها لإيصاله الى المسؤول كي يجد حلاً ومعالجة لكل تلكؤٍ أو خطأٍ ما ، وهذا معمولٌ به في كل دول العالم لأن المسؤول لا يمكن أن يكون محيطاً بكل شاردة وواردة من المشاكل والقضايا والأزمات التي تخصّ الناس والبلاد ما لم يطلعه عليها الإعلاميون والمستشارون العاملون بمعيته طبعاً .
أتساءل ويتساءل معي كل حريصٍ ومَن ينتمي بكلّ حوّاسه ومشاعره وكيانه الى الأرض والناس ويسعى لإسعادهم وبناء الوطن كأفضل وأبهى وأجمل ما يصبو اليه كل إنسان:
هل يقرأ المسؤولون ما يُنشر هنا وهناك ؟! وهل يتابع إعلاميوهم ذلك كي يطلعوهم عليه ليقوموا بتصحيح كل خطأ ومعضلة وعائق ونسمو بالوطن والناس نحو الحرية والسعادة والازدهار ؟! أتمنى ذلك!