اعمدة طريق الشعب

هل اطلعوا على برنامجنا الصحي ؟ / د. سلام يوسف

أمنياتنا وتطلعاتنا وبعد أن قُبرت الدكتاتورية، قد غطتها عجيج رياح المحاصصة الطائفية والأثنية، ولكن هذه الأمنيات والتطلعات لا يمكن أن نغادرها ولا أن تغادرنا كونها من والى الشعب الحي الباقي.
ومن بين تطلعاتنا، أن نغيّر من الواقع الصحي في البلد بعد أن عاث النظام المقبور فيه فساداً ابتداءً من تبعيثه وانتهاءً بالاعتداء على كرامة وإنسانية العاملين في القطاع الصحي والطبي مروراً بعسكرته وتسريب الأدوية وبرنامج النفط مقابل الدواء في واحدة من أسوأ نتائج عنجهية النظام الصدامي الفاشل.
وقد أولى الحزب الشيوعي العراقي الجانب الصحي اهتماماً متواصلاً عبر كل مؤتمراته وأخرها المؤتمر الوطني العاشر(كانون أول 2016) الذي جاء ليطرح معالجات الواقع الصحي الذي تراجع أضعافا عمّا كان عليه أبّان العقود الماضية.
ولمّا كان "عجيج" المحاصصة قد ملأ أجواء الوطن السياسية و الاجتماعية، فقد انشغلت بل غُشيت أبصار وتخدرّت بصيرة القوى المتحاصصة ووزرائها عن رؤية وسماع القوى الوطنية التقدمية الديمقراطية الحريصة كل الحرص على مصالح الجماهير من خلال دراسة الواقع المر ومشاكله وتقديم البدائل المقبولة في معالجات لو تم الأخذ بها بالحرص الذي طُرحت به، لأصبحنا اليوم في واقعٍ أخر قد يتجاوز الأزمة وحدودها.
وحسب المعلومات فأن الحزب الشيوعي، هو الوحيد الذي يمتلك برامج علمية ناضجة فحواها معالجة الانتكاسات والتراجعات والسلبيات في كل القطاعات ومنها القطاع الصحي. والسؤال المنطقي، هل أطلع الوزراء وتحديداً وزراء الصحة (الصحة والبيئة مؤخراً) المتعاقبون وهيئاتهم الاستشارية، ولجنة الصحة والبيئة البرلمانية، ولجان الصحة والبيئة في مجالس المحافظات والنقابات الطبية والصحية، على ذلك البرنامج والذي جاء بـ 13 فقرة ؟
لا أظن ذلك، أقولها جازماً، لأنهم لو كانوا مطلعين على ذلك البرنامج، لحاولوا الاتصال بالحزب مباشرة وعرضوا تشكيل طاولات مستديرة لتدارس المخاطر المحدقة بصحة المجتمع وهي ليست ببعيدة، أو على الأقل لأبدوا شيئا من المرونة وتجاوبوا مع الدعوات المخلصة التي دعونا اليها مراراً (ومن هذا المنبر "على المكشوف") في إفساح المجال أمام الوطنين الأحرار المخلصين المتمكنين من المعنيين بالقطاع الصحي والطبي والبيئي، للإدلاء بدلوهم والعمل معاً من أجل مصالح الوطن العليا.
ويبدو لي أنه من المفيد حقاُ أن يقوم المعنيون بهذا الجانب في الحزب الشيوعي العراقي، بالدعوة الى إقامة الطاولة المستديرة والخاصة بدراسة الواقع الصحي وعرض البدائل، هذه الدعوة تكون مفتوحة أمام كل المعنيين بالجانب الصحي والبيئي من داخل الحكومة أو من خارجها وباتفاق كافة الأطراف المعنية المدعوّة وبلا أية قيود أو شروط مسبقة.
إن البرنامج الصحي للحزب الشيوعي العراقي إضافة الى ما ورد في مطالب منسقي القطاع الصحي في التظاهرات الشعبية الجارية (والتي كانت عنوان عامود على المكشوف في عدد الجريدة 82 الصادر في5/4/2017)، يعدان برنامجاً صحياَ وطنياً متكاملاً من أجل النهوض بالواقع الصحي للبلد.
وبالرغم من أن كل العناوين الواردة في البرنامج والمطالب يتم التعامل معها من قبل المؤسسات الحكومية المعنية ولكن الأداء كان ومازال يشوبه الفساد والتراجع والتقصير الواضح والملموس في كل الخدمات الصحية والطبية والبيئية.