اعمدة طريق الشعب

أحْذَرُوا قَاضي الدَجّاج !/ يوسف أبو الفوز

تابع معنا صديقي الصَدوق أَبُو سُكينْة، وقائع المؤتمر الصحفي، الذي عقدته مجموعة من الاعلاميين يعملون بأسم»تحالف المادة 38 «،وهي ـ عزيزي القاريءـ مادة في الدستور العراقي الدائم لعام 2005 ضمن فصل «الحريات»وتفيد: (الفصل الثاني ـ الحريات: المادة (38) تكفل الدولة وبما لايُخلُّ بالنظام العام والآداب: اولاً: حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل. ثانياً: حرية الصحافة والطباعة والإعلان والإعلام والنشر. ثالثاً: حرية الاجتماع والتظاهر السلمي وتنظم بقانون). وجاء المؤتمر الصحفي، الذي شارك فيه مجموعة من الصحفيين الفاعلين في الساحة العراقية تضامنا مع زملائهم من قناة NRT الذين امر القضاء بحجزهم على خلفية اجراء تحقيق صحفي عن الاب الذي سجن احد عشر عاما لسرقته حليباً وحفاظات لاطفاله.
قال أبُو جَلِيل: هذا المسكين لو ما مبهذله الفقر كان يضطَرَّ للسرقة؟ قالت زوجتي: الحرامية الكبار الفاسدين يصولون ويجولون في ارجاء البلاد والقضاء مشغول مع الصحفيين لمنعهم من كشف اسباب هذه الحوادث.
ومتفقا معهم اضفت : الوقائع تثبت عندنا يوما بعد اخر ان مشكلتنا ليست مع القوانين، بل مع من ينفذها، فاذا استمر حالنا دون تغيير أساس واقع حكومات المحاصصة الطائفية والاثنية، لا يمكن لنا اصلاح القضاء وتحقيق استقلاله ليكون حاميا للدستور.
سعل أَبُو سُكينْة، فالتفتنا اليه، فقال: وعندها يبقى حاميها حراميها، ورقابنا تصير بيد قاضي الدجاج !
وهذه حكاية معروفة عن قاضي مدينة مر ببائع دجاج وعنده دجاجة أخيرة مذبوحة، وكان باعها توا لرجل ذهب لشراء الخبز، فقرر القاضي اخذها وطلب من البائع أن يقول للمشتري بأن دجاجته طارت، وان لا يخش شيئا، فحتى لو اشتكى عليه فانه سيخلصه من المشكلة. حين عاد مشتري الدجاجة نشب العراك. فاخذوهم عند قاضي المدينة. في الطريق مرا برجلين يتعاركان، احدهما يهودي. حاول البائع التفرقة بينهما لكن اصبعه فقأت عين اليهودي، الذي ركض يشتكي عند القاضي. في بناية المحكمة أراد بائع الدجاج ان يتملص ويهرب فقفز من الشباك فوقع على عجوز يركب حماره فقتله فورا، فامسك ابن الرجل الميت بالبائع واقتاده الى القاضي، حيث وجد عنده المشتري واليهودي. حالما شاهد القاضي بائع الدجاج ضحك وتذكر وعده له بتخليصه من مشاكله مقابل الدجاجة، وحاول ان يحلها له واحدة بعد الاخرى. فسأل المشتري: هل تؤمن بالله؟واذ اجاب الرجل بنعم، قال القاضي اذن لا حق لك بالمطالبة بالدجاجة لأن «الله يحي العظام وهي رميم». والتفت الى اليهودي ليذكره بان دية المسلم للكافر هي النصف،وهذا يعنى أن يفقأ له عينه الثانية اولا، حتى يفقأوا عيناً واحدة لبائع الدجاج المسلم، فتنازل اليهودي عن حقه صاغرا وترك المحكمة هاربا. وحين طالب ابن الرجل الميت بحقه، قال القاضي ضعوا بائع الدجاج على الحمار وليقفز الابن عليه من النافذة، فقال ابن الميت ولو تحرك البائع يمينا او يسارا وسقطت على الارض ومت؟ فقال القاضي هذه مشكلتك، ولماذا لم يتحرك ابيك يسارا او يمينا لينجو؟ فتنازل ابن الميت وهرب، وحكم القاضي ببراءة بائع الدجاج !