اعمدة طريق الشعب

شركات السفر تتنافس بتخفيض دولار واحد! / حسين علوان

ما زلت أتذكر أستاذي في مادة التدقيق (عبد اللطيف القاضي)، حين جاءنا بسؤال في الامتحان مفاده «لماذا شركة باتا العراقية تسعر منتجاتها بأجزاء العملة؟»، ومثال ذلك سعر الحذاء بـ (3) دنانير و999 فلسا، وليس (4). وقد كانت إجابات جميع الطلبة تدور حول كلفة صناعة المنتج التي تساوي المبلغ المذكور، باعتبار شركة «باتا» هي واحدة من مؤسسات القطاع العام للدولة ذات التوجه الاشتراكي (كما كان يقال آنذاك) في سبعينيات القرن الماضي.
وللمزحة، عادت لنا اوراق الامتحان التي اطلع عليها الاستاذ في نهاية المحاضرة، مؤشرا عليها بعلامة «×»، ليعلن لنا الأستاذ ان «باتا» تسعر منتجاتها بأجزاء العملة، كي تبقي قسما من مبلغ العملة (كروة) يعود بها المتبضع الى بيته. فضحكنا وقتها كثيرا!
ما اريد ان اعرج عليه، ومع اشتداد حرارة الصيف (غير الاعتيادية) التي تدعو المواطن الى السفر الى المنتجعات والمصايف والمدن ذات الاجواء المعتدلة او الباردة، هو ما نلاحظه لدى شركات السفر والسياحة، وما اكثرها على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تعرض خدماتها للمواطنين متنافسة في ما بينها لجلب المسافرين اليها. وواحد من أوجه التنافس هو الاغراء بالسعر، كي يتوجه المواطن إلى شركة دون أخرى. ولكنني، وما لفت انتباهي، هو التنافس بأجزاء العملة. فمثلا تعلن الشركة (س) ان رحلتها الى أنطاليا بـ 699 دولارا، وتعلن الشركة (ص) ان رحلتها الى مصر بـ 499 دولارا، وهكذا على هذا المنوال. ولا اعرف سر هذا الدولار، هل هو لشراء (بطل ماء) من كافتيريا الانتظار في المطار؟ أم ان كلفة السفر والإقامة في الفندق والطعام والشراب وغيرها تساوي المبلغ المعلن عنه؟ ام هو دولار تنافسي يدخل فيه العامل النفسي؟
وتبقى الإجابة الأكيدة لدى المعلن نفسه!