اعمدة طريق الشعب

خارمه لبيتهه وعامره لبيت الجيران! / عاصي دالي

قبل أكثر من خمسة آلاف سنة، عرف إنسان وادي الرافدين الزراعة، واعتمد عليها في غذائه مستفيدا من مياه دجلة والفرات، وكان يعتمد في إعادة خصوبة التربة وزيادة غلتها على الأسمدة العضوية. وبمرور الوقت استنفدت الأرض كامل خصوبتها، فاهتدى الإنسان الحديث إلى الأسمدة الكيماوية، التي تنتج من الخامات الأولية، وتم تصنيع الأسمدة الفوسفاتية لزيادة غلة الثمار، وأسمدة اليوريا لزيادة غلة الخضار. وقد أنشئ أول معمل لصناعة الأسمدة الكيماوية في العراق خلال تشرين الأول 1967 في قضاء الزبير بمحافظة البصرة، وتمت توسعته بإنشاء مصنع ثان لإنتاج سماد اليوريا في الموقع نفسه، وكذلك أنشئت معامل عدة أخرى في ببجي والقائم لتلبي معظم حاجة العراق من الأسمدة.
وتطور إنتاج المعامل ليصل إلى مليون ونصف الطن سنويا في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، لكن تلك المعامل تعرضت إلى التدمير شبه التام، نتيجة الحروب التي مر بها العراق. وقد تمكنت شركة الأسمدة الجنوبية من إعادة إنتاجها وتأمين رواتب عمالها. ويقول مديرها إنها تعاني تكدس الأسمدة في مخازنها بكميات كبيرة، وبدلا من الاستفادة من هذه الكميات يتم استيراد الأسمدة من الخارج، وهي اقل جودة من أسمدة الشركة وأعلى سعرا.
فهل نحتاج إلى شيخ ذياب!؟
كان بيته على جرف الشط، وفي عشية أحد الأيام وقف مركب محمل بالبضائع، وفيه عمال ورئيسهم نزلوا وتوجهوا إلى المضيف. أمر الشيخ بذبح خروف وإعداد عشاء لهم، وبعد تقديم الأكل وقبل أن يرخصهم الشيخ لتناول الطعام، صاح رئيسهم «يالله يا جماعة اتفضلوا» وصار يقسم اللحم عليهم، والشيخ ينظر باستغراب لهذا الفعل الغريب. وما أن انتهوا من تناول طعامهم، توجه الشيخ بالسؤال إلى العمال، وقال لهم «هذا ريسكم اشلونه وياكم بالطريق شيوكلكم اشيطعمكم؟» رد احد العمال «والله يا محفوظ غير الخبز اليابس والماي كلشي ما يطلع منه»، فصاح الشيخ على احد أبنائه «جتفلي الريس مالهم»، فأشبعه ضربا بالخيزرانة وقال له «منعول الوالدين إذا انته هيچ كریم وخوارده ببیوت الناس، ما تصیر كریم وخوارده ویه ربعك؟!».