اعمدة طريق الشعب

بين الشخصنة والانتخاب !/ حسين الذكر

قد يتساءل، وربما يطرح التساؤل مشروعا، منذ سنوات عديدة مرت وفرضته الظروف وسوء النتائج والاداء وتدن عام للواقع الرياضي فعلى من تقع المسؤولية بذاك، هل الشخص المنتخب او المنصب غير المعبأ بالشخص ؟ مع ان الاجابة ينبغي ان لا تكون متعجلة او خاضعة إلى معيارية شخصية وخلفية مصلحية ضيقة، بعيدة او قريبة، ظاهرة او مستترة، الا ان البعد الوطني والرياضي المهني، مع قليل من التأني قد يعطي فرصة سانحة للوضوح قبل غيره، لا سيما وان العراق يعيش بيئة تعد غير طبيعية وحبلى بالتناقضات فضلا عن صراع الاجندات، داخلية وخارجية، مما يشجع على انتاج تشوه صوري طيع بابراز وجوه واخفاء اخرى ..
كي لا نشطح بعيدا عن الواقع ولا نجد اعذارا للاخر، بقدر ما ينبغي ان نكون او نلبس قناعة الموضوعية في تعاطي اي مادة ما، لا سيما تلك الخاضعة إلى معايير نقدية بحتة، تطول مواقع ومؤسسات قائدة للاوساط . نقول ان الرياضة بكل مؤسساتها تعد جزءاً لا يتجزأ من الواقع العراقي العام، كما انها انعكاس طبيعي طيع، لما يجري في المؤسسات الحاكمة والهرمية السياسية وطريقة التعاطي مع الشؤون المختلفة، التي من بينها الرياضة والفن ومناح الحياة الاخرى، بمعنى ان لا نكون بعيدين او بمعزل عما يجري حولنا، حينما نقيم الوضع الرياضي بقيادته وظروفه ونتائجه وشؤنه العامة، بما فيها حسن الاداء والنتائج والانتخابات .
نحن هنا لسنا جزءا من عملية التنافس الانتخابي او رصد المشهد المحزن الذي يسعى البعض إلى تفصيله، بما يتناسب وبقائه اطول مدة ممكنة، كما أننا لا نتقاطع مع اي من الجهات الرياضية التي نحمل لها المودة والصداقة وامنيات الخير، وان اختلفنا في التقييم وطريقة الاداء المفترضة، الا ان واقعا عراقيا رياضيا، لا يلبي الطموح منذ سنوات عديدة يفرض العودة الى سؤالنا الاول. بما ان عملية القيادة لم تعد رغبة من قيادة او شخص بقدر ما هي - برغم مواجع وسقمية بعض طرق الانتخاب - رغبة هيئات عامة وتعاط ديمقراطي صحيح وفقا لمنهجيته ومعطاه وظرفه ومدخلاته ومخرجاته الدستورية والعرفية العامة في مختلف دول العالم، بمعنى ان العملية الديمقراطية العراقية بانتاج الهيئات الادارية، تعد عملية ديمقراطية لا تختلف بشيء عما يجري في بقية مؤسسات الدولة .
اذا ما هي العلة وكيف العلاج ؟ في ظل بلد يخوض مخاض حداثة تجربة ما زالت محاطة بالدم والارهاب وشح المال مع تنافس شديد وطبيعي ومتوقع، فضلا عن الاجندات المحتملة بكل عناوينها وعواهنها المضادة. يرسخ في بال الخيرين ان تبقى الديمقراطية وصناديق الاقتراع هي الحكم والفيصل وان يبقى المقود بيد الرياضيين انفسهم لانتخاب من يرونه مناسبا، وان لم يلبي الطموح الجمعي او يحمل افقا مبهم الصورة، لكنه خيار وطني يتناسب مع ما يجري مجتمعيا ومنسجم معه وليس غريبا عنه، وعلى المعنيين حمايته من التدني نحو الاسفل وترصينه للنهوض الى الاعلى وتوجيه الصحيح عبر تفعيل مؤسسات رقابية حكومية وغيرها، من قبيل توحيد وتوجيه الهيئات العامة وخلق طرق رقابة حديثة ناجعة ومحاسبة صارمة وتفعيل الضمير الذاتي - ان جازت التسمية - وتطوير برامج التخطيط والافادة من الخبرات وتشجيع الثقة بنفس المنتخبين، كي يعملوا بحرية من اجل التطوير وليس تحصين الكراسي .. فان التاريخ يمر سريعا ولا يرحم من تلكا او اصر اوعاند حد الهدم، فيما فرص النجاح واعادة صياغة المفردات متاحة وقائمة وحق مكفول للجميع، كونه امنية نتمناه لقيادتنا الرياضية، بان تتدارك مافاتها وتعمل لغدها الافضل والله ولي التوفيق .