اعمدة طريق الشعب

لماذا هذا التشويه؟! / منعم جابر

جمال الشوارع وحسن تنظيمها ونظافتها مسؤوليتنا جميعاً، وليس مسؤولية حصرية بالدوائر الرسمية المعنية. فنظافة الأماكن العامة، تكون بمشاركة جماعية مجتمعية، لانها تعكس ذوقا مشتركاً رسمياً وشعبياً.
ويبدو ان الوعي بهذا الموضوع لم يصل بعد إلى الكثير من المواطنين. فقد اثار انتباهي قيام البعض برمي القمامة والازبال في كل مكان دون حذر واحترام او حتى خوف، وكذلك قيام العديد من المواطنين بفتح (جنابر) او (بسطيات) على قارعة الطريق من دون شعور بالمسؤولية، ودون تحذير أو محاسبة حكومية.
قد يقول البعض انها الحاجة ولعدم وجود فرصة عمل لكسب العيش، ونحن نجيب: نعم، ان المواطن يسعى نحو كسب الرزق الحلال وبشرف، لكن الافضل هو ان يكون العمل، واي عمل، وفق الضوابط، وان يكون هناك احترام للشارع والرصيف، وعدم التجاوز على الأماكن العامة.
امانة بغداد مطالبة بتنظيم تلك الأمور بشكل منضبط يخدم الجميع، ويحافظ على النظام العام. اما ان تكون الامور منفلتة (وكلمن ايده اله) فهذا شيء خطير وداء وبيل.
الشيء الآخر الذي بدأ ينتشر مثل النار في الهشيم هذه الأيام، هو استغلال اصحاب البيوت الارصفة المقابلة لدورهم، وذلك من خلال احاطتها أو حجزها بالأسيجة الحديدية أو المشبكات أو (الجينكو)، وبذلك يتحول الرصيف الى محمية جديدة للبيت، ويصبح جزءا منه.
وأخذ البعض يبني الرصيف بالطابوق دون حذر أو خوف من العقوبات والغرامات. وقد قام البعض بتحويل الرصيف المواجه لمنزله، الى كراج لسيارته، والبعض الآخر نصب (قمرية) لحماية سيارته من الشمس، وليذهب الرصيف الى (الجحيم)! فيما لصق البعض على جداره (المبتكر) صورا لبعض الشخصيات الدينية، حتى لا يسمح لأحد من موظفي الدوائر الخدمية، بمحاسبته او منعه من بناء الجدار، أو مطالبته بإزالته، (كما كان عليه الحال ايام دكتاتورية صدام).
ان جمال وحسن مظهر مدينتنا بشوارعها وأرصفتها، يقع ضمن مسؤوليتنا أولا، مثلما يقع ضمن مسؤولية دوائر الحكومة المعنية، وموظفي الخدمات. لذا علينا ان نتعاون في هذا الأمر، لان العراق عراقنا والوطن وطننا، وان بناءه مسؤوليتنا جميعاً. فالنظام يبدأ من الشارع، وقوة الحكومة ومسؤوليتها تبدأ معنا.