اعمدة طريق الشعب

اَلْفُجُلُ فِي اَلسِياسُةِ اَلْعِراقِيَّة! / يوسف أبو الفوز

وصلتُ بيتَ صديقي الصَدوق أَبُو سُكينْة، محملاً بحزمةٍ من الصحفِ والمجلات، مُخمناً إن جَلستنا سَتكون محتدمةً بالأسئلة والموضوعاتِ السياسية، أمام التطورات المتلاحقة والساخنة في أوضاع بلادنا، والتي يمزحُ أَبُو سُكينْة بانَ درجات حرارة الصيف الجهنمية ترفعُ من سخونةِ كل الاحداث في بلادنا.
ومن أيام وجَلِيل، مهتم بمتابعة وعرض المواقف الرافضة لتصويت مجلس النواب على قانون انتخابات مجالس المحافظات واعتماد طريقة (سانت ليغو 1,7)، التي أجمع المعارضون لها، على وصفها توجهاً إقصائيا من قبلِ القوى المتنفذة التي تريد الاستئثار بالسلطة والحفاظ على نهج المحاصصة وقطع الطريق أمام أي أفقٍ للتعددية السياسية.
قال أَبُو جَلِيل: هل يمكن ان تفيدونا من أين جاءنا هذا السانت لوغو ؟
ضحكَ جَلِيل وقال: يا والدي اسمه الصحيح «سينت-لاغوي» ، والاسم الكامل «أندريه سينت –لاغوي»، وهذا عالم رياضيات فرنسي، يعتبر رائدا في مجال نظرية الرسم البياني، ولد عام 1882 وتوفي عام 1950، نشر أبحاثه عام 1910 حول اساليب تخصيص المقاعد، وسميت الطريقة باسمه، وكان هدفه تسهيل حساب التناسب في النتائج الانتخابية واعتمدتها العديد من دول العالم .
قالت زَوجَتي: ولكن يبدو أن القوى المتنفذة عندنا منطقها الاساسي هو وضع المزيد من الصعوبات أمام أيّ تغيير لا يكون من صالحها، لتبقى متنفذة ومتفردة ويتواصل الفشل السياسي وانتشار الفساد وسوء الادارة وتستمر معاناة أبناء شعبنا مع تردي الخدمات في كل مجالات الحياة.
كان صديقي الصَدوق أَبُو سُكينْة، يصغي باهتمام لكل ما يجري، وكان قبل أيام قد طلب مني أن اشرحَ له الملابسات المتعلقة بطريقة «سينت-لاغوي» في حساب الاصوات والمقاعد، فلم يكن ما سمع جديدا عليه. تنحنحَ ومدَّ ساقه قليلاً، وقال:
لابد من حل، ولا تتعبوا انفسكم وتأملوا من القوى المتنفذة ما يرضيكم . سانت ليغو أو سينت لاغوي .. الجماعة عندهم الأمور كلها «سلة لغف»، بمعنى سد الطريق أمام أيّ إصلاح أو تغيير، والاستمرار في سدّ أذانهم عن سماع أصوات المطالبات الشعبية، بل والاستهانة بالإرادة الشعبية، ويعملون بحماس تحت ظل شعار: « رغيف خبز لا تكسرين .. باقة فجل لا تفلين .. وأكلي حتى تشبعين» !