اعمدة طريق الشعب

الملاكمة والسياسة / يوسف أَبو اَلفوزَ

كانت سُكينْة منزعجة ، كون اقتراب موعد الانتخابات دفع قوى سياسية لشن حملة ظالمة ضد القوى المدنية والديمقراطية، ومنها الحزب الشيوعي في اطار الصراع السياسي حول مستقبل البلد.
قال جَلِيل : وللاسف ان البعض يحاول ان يلبسه ثوب صراع «مدني اسلامي «، متناسين ان المطالبة بالاصلاح والتغيير ومحاربة الفساد وتوفير الخدمات والمطالب المرتبطة والمتفرعة
عنها، لا تخص المدنيين فقط ، وإنما هي مطالب شعبية ووطنية .
قالت زوجتي : والبعض يفتري بأن المدنيين والشيوعيين لم يقدموا شيئا للمعركة ضد
الارهاب ، ويتناسون الشهداء الذين ساهموا بدمائهم في المعركة، وكون المعركة ضد الارهاب معركة وطنية، وانها أيضا ليست فقط معركة عسكرية ، بل متعددة الجوانب، لها أبعاد سياسية
وثقافية واقتصادية – اجتماعية . وكان المدنيون في الطليعة دوما في فضح قوى الارهاب والعوامل المساندة لاستمراره .
مساهماً في الحديث قلت: وماذا تتوقعون من قوى تصارع لأجل الحفاظ على مصالحها ومراكزها؟ هل تستسلم بسهولة؟ ان أي خطوة أصلاحية ستهدم جدار نفوذها وتقرب المسافة نحو التغيير المطلوب. لذا فهي تلجأ الى ذر الرماد في العيون واللعب الخشن والضرب تحت الحزام حتى تضمن فوزها و ...
قال أَبُو جَلِيل : شنو احنا بحلبة ملاكمة؟ تايسون ومحمد علي كلاي و ...
سعل صديقي الصَدوق أَبُو سُكينْة، بصوت عال فالتفتنا اليه وتوقف أَبُو جَلِيل عن كلامه ، فقال أَبُو سُكينْة :
والحالة أتعس يا صاحبي .. رياضة الملاكمة بيها قوانين وبيها أصول وبيها أخلاق فرسان لكن في حالتنا، واذ يتعلق الامر بكشف الفاسدين وخسارة المصالح وسيادة القانون ومؤسسات الدولة وعودة الهيبة للدولة، هذه القوى مستعدة لعمل كل شيء، يمكنها ان تلبس يوميا ثوبا جديدا، وتفهم السياسة بانها فن الكذب والأفتراء والتشهير واتباع مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، بالضبط مثل ايام نظام البعث المقبور: سياسة بلا اخلاق ولا دين والمهم الوصول للغاية مهما، كانت النتائج، والواحد منهم يعتقد نفسه يفهم كل شيء، بل ويعتقد انه يستطيع خداع الناس طويلا.