اعمدة طريق الشعب

الاستقرار التدريبي مسؤولية من ؟ / منعم جابر

لو القينا نظرة فاحصة على الفرق الرياضية العالمية لوجدناها قد وصلت الى مرحلة النضوج الكروي او في جميع الالعاب. وهذا النضوج وفر لها فرصة لتقديم لاعبين كبار وفرق كبيرة ونتائج متميزة وخطوات واسعة على طريق النجاح والتقدم . ولو نظرنا بالمقابل إلى فرق ما يسمى بالعالم الثالث او الدول النامية ومنها فرقنا العراقية لوجدناها تعاني مشاكل وهموم كثيرة منها في الجانب الاداري وتوابعه ومثلها في الجانب الفني حيث لا استقرار تدريبي و لا اختيار موفق وهذا بالتاكيد يؤدي الى مشاكل كثيرة في مقدمتها ابعاد واقصاء وتغيير للطواقم التدريبية وبهذا نجد غياب الاستقرار الفني مما تسبب في خلق اجواء غير صحية للاعبين وانعكاسها على الفريق ونتائجه . والسبب الاول لهذا الحال هو فشل ادارات الفرق والاندية في عملية اختيار الطواقم التدريبية بسبب جهلها وعدم معرفتها باختيار الرجل المناسب والصالح لهذا الموقع او لان من يختار نراه يندفع باتجاه الترضية والعلاقات الشخصية على حساب الموهبة والكفاءة الفنية . واليوم ونحن على ابواب موسم جديد نطالب ادارات الاندية وفرق الدوري بان تكون حريصة في اختياراتها للطاقم المناسب الذي نجده مؤهلا لقيادة فريق كهذا واعتبار ذلك تكليفا وطنيا ومهمة وطنية مع اهمية امتلاك المدرب الذي يقع عليه الاختيار للموهبة التدريبية والقدرة على المنافسة و العمل الشاق والطويل اضافة الى اهمية اعطائه الفترة الكافية والزمن المناسب لتطبيق مايمتلكه من خبرات وقدرات تدريبية وفنية قد لاتسمح الفترات القصيرة لاكتشافها . اما ان تتعجل الادارات بالاختيار وتسمي المدرب المعني بشكل عاطفي وموقف ( اخواني ) وما ان تمر اسابيع قليلة من المنافسات حتى تبدأ عملية الاقصاء والاطاحة والابعاد مما يعني ضياع اللاعبين وارتباك المنهج وبالتالي فشل الفريق بالحصول على الهدف المطلوب . لقد كانت تجربتنا خلال الموسم الماضي والمواسم السابقة مرة وقاسية حيث كانت ظاهرة اقالة واستقالة وابعاد المدربين في ذروتها حتى ان بعض فرقنا قد اقصى اكثر من ثلاثة مدربين في موسم واحد ولعل اكثر من 75في المائة من المدربين كانوا قد ابعدوا من فرقهم ( بدم بارد ) ولو بحثنا في اسباب ذلك لوجدناها تتركز في ضعف الادارات وعدم اختيارها الطاقم المناسب والاستعجال في ذلك الاختيار . يضاف اليه التدخلات من غير المختصين في تسمية هذا وابعاد ذاك . احبتي في الاندية وفرق كرة القدم عليكم ( باعطاء الخبز لخبازته ) اي السماح للمختصين من الخبراء والاكاديميين لأداء هذا العمل الاختصاصي الفني واعطاء الفرصة كافية لمن يقع الاختيار عليه للعمل لاكثر من سنة لاثبات قدراته وجدارته لان كرة القدم اصبحت صناعه تحتاج زمنا طويلا لقطف الثمار وهذا مانجده مع مدربي افضل فرق العالم وعلينا ان ندرس ونتعلم ممن سبقونا في هذا المجال