اعمدة طريق الشعب

المدارس العراقية الى أين؟ / محمد علي محيي الدين

الى اين يمضي التعليم في العراق؟ سؤال طالما برز بقوة امام المعنيين والمواطنين العراقيين. فقد وصل قطاع التعليم إلى مستويات خطيرة من التدهور والتردي، تهدد مستقبل الطلبة العراقيين، واستشرت الامية في الاوساط الشعبية الى درجة مخيفة بسبب فشل خطط وزارة التربية «ان كانت لديها خطط» في النهوض بالواقع التعليمي. ويبدو ان هناك سياسة مقصودة لإلغاء مجانية التعليم من خلال تشجيع التعليم الاهلي وانشاء المدارس الاهلية التي بدأت تحظى بالإقبال من قبل الموسرين الذين يرسلون ابناءهم اليها لفشل المدارس الحكومية وقصورها وضعف ادارتها، وافتقارها للمستلزمات المهمة للتعليم. فأغلب المدارس ذات بنايات رديئة تخلو من الذوق الذي كانت عليه المدارس العراقية في الزمن الجميل، يوم كانت التربية تحظى باهتمام الحكومات العراقية ولها ميزانيتها المميزة، وادارتها الكفوءة المشهود لها بالنزاهة والوطنية والاخلاص.
وكان للإشراف التربوي دوره الكبير في اغناء عمل المدارس من خلال الزيارات الميدانية والتوجيهات السديدة التي هي محل اهتمام ادارات المدارس، وما زالت صورة المعلمين الاوائل زاهية في اذهان طلبتهم من الجيل القديم، الذين لمسوا في معلميهم القدوة الصالحة والمثل الاعلى في السيرة والسلوك. وما زال اولئك المربون أمثلة شاخصة لما يجب ان يكون عليه المربي المخلص الغيور. فقد تبرع معلم من مدينة المدحتية في محافظة بابل، بمجموع مكافآته التقاعدية لبناء صف نموذجي في مدرسته التي تقاعد منها، فيما نرى آخرين لا يتورعون عن سرقة الكتب وبيعها في السوق السوداء!
تنهد سوادي الناطور بغضب مكتوم وقال: «وين چنه وصرنه وين، أووين مدارس گبل ومعلمين گبل عن مدارس هاي الايام، چان المعلم أبو للتلاميذ، واذكر بالابتدائية چان معلمنه (حسن البياتي) يجيب وياه مگراضة أظافر يوم الخميس ويگص أظافر الطلاب لمن چانت الوادم ما تعرف المگراضة، وچانت الدروس الاضافية المجانية سبب لنجاح الطلاب، وچانت الدولة تبني مدارس، هسه الجماعة فلشوا المدارس، وردينه على الصرايف مثل زمن العصملي، والبارحه ابني اشتره رحله من السوگ لأبنه حتى يگعد عليها، لن المدارس ما بيها رحلات والجهال گاعدين بالگاع لو جايبين جودليات من أهلهم، ويمكن يردون يطبقون نظريتهم القديمة «مليون أمي ولا مثقف هدام» لن الاميه تخدمهم وتخلصهم من القيل وقال، بس لا ينسون تره البخت يمرض وما يموت، وللوادم صوت اعله من صوتهم ولازم يجي يوم اللي يگول «أين حقي»..!».