اعمدة طريق الشعب

دورينا الكروي ..أزمة أم حلول! / حسين الذكر

تمر الكرة العراقية بمنعرج منذ ايام بلغت فيه حد الاشكالية او الازمة حسب وصف بعضهم ، جراء عدم حسم توزيع الفرق وآلية الصعود والهبوط وكيفية اقامة الدوري وامور اخرى مهمة ، تخص التسميات والآليات ، مما شنج الشارع والاعلام والاندية وحتى اتحاد الكرة ومكتبه التنفيذي ، الذي لم يستقر حتى الان على طريقة ما ، في ظل ضغوط استحقاقات وآراء وطلبات واقتراحات عديدة ... لا تنتهي ولم تقتصر على ناد او شخص او ارادة معينة ، وهذا ما زاد الطين بلة وجعل الامور تراوح بينها وتقفز مرة وتتراجع مرات .
اليوم وفيما تفصلنا ايام عن انطلاق الدوري الكروي المفترض في اليوم الحادي والعشرين من الشهر الحالي، وقبلها ينتظر ان تنطلق على بركة الله مباراة كاس المثابرة بين الجوية بطل الدوري والزوراء بطل الكأس ايذانا بانطلاق الموسم الكروي الجديد ، الذي نعتقد برغم الجدل المطروح والاشكالات ، الا انه سينطلق بتاريخه المحدد ، حيث الاستعدادت جارية لفريقي الزوراء والجوية وبكل ابهة الانطلاق ، حيث سيكون اللقاء مفعما فنيا تنافسيا تشجيعيا ، يدل على جماهيرية كرة القدم العراقية التي لا تحاصر ولا تخنق ولا تموت ، وستبقى نابضة حية معطرة بأنديتها وجماهيرها واعلامها ورياضييها بكل مكان من ارض عراقنا الحبيب من شماله حتى جنوبه .
اليوم المشهد لا يستحق تأزيم اكثر ، في ظل تعقيدات الانطلاق ، متعددة الالوان والمطالب ، التي لا تخرج عن ثلاث استحقاقات يمكن دمجها وقراءتها بشكل افضل ، اذ اننا نقف على اعتبار استحقاق تنظيمي ينبغي ان ينتهي الدوري معه في شهر مايس المقبل وقبل انطلاق نهائيات كأس العالم في موسكو ، حسب قرارات الفيفا وما يتطلبه من سعي لايجاد حلول زمنية ، كما أن هنالك استحقاقا فنيا ينبغي معه ان تحافظ لجنة المسابقات وبقية لجان الاتحاد على المستوى الفني وضرورة ان يظهر بشكل امثل ينعكس ايجابا على المنتخبات الوطنية وما يتطلبه من فرق قوية تمتاز بأعداد وإمكانات وجماهير وملاعب وغير ذلك الكثير من متطلبات النجاح المعروفة . ثم هنالك استحقاق يمكن ان نسميه بالوطني حيث طالب السيد رئيس الوزراء من قبل ان يكون لكل محافظة ممثل في دوري النخبة ، فضلا عن مطالب الاندية التي كانت محافظاتها وجماهيرها تحت نير الاحتلال الداعشي وما رافقهم من عناء ومشاق وتضحيات ، وقد تمت اعادتهم الى الصف الوطني بعد دحر الارهاب ، وما تتطلبه المستجدات الوطنية في ضرورة ان نقدم لهذه المحافظات الدعم الكافي بما يجعلهم ينسجمون ويحسون بفرحة العودة ، شريطة ان تؤمن لهم الاموال والتخصيصات الكاملة من قبل الحكومة لغرض المشاركة ، فضلا عن فرق من محافظات عراقية اخرى طال غيابها عن الدوري الممتاز لاسباب متعددة ولها الرغبة في المشاركة مع جماهيرها ، مادام الموسم الحالي استثنائيا ووصف بالصدمة حسب وصف الاستاذ باسم جمال خبير المسابقات .
اليوم يتطلب من الجميع التعاون مع الاخوة في اتحاد القدم لغرض ايجاد الحلول المناسبة التي تحقق افضل الآليات المنسجمة مع الطموحات المشروعة للجميع ، وذلك ما يحتاج دعما اتحاديا على كافة المستويات ومساعدتهم برؤية واضحة، لغرض الخروج بمقترح وآلية تخدم كرتنا وتنسجم مع الواقع والمستجدات والظروف ، شريطة ان يكون القرار اولا واخيرا بيد اتحاد الكرة ودون ضغوط من اي جهة اخرى ، لأنه هو الجهة الوحيدة المسؤولة عن ذلك وهي من تقرر اين يكمن الصواب والفائدة ، خصوصا بعد الاستماع الى اللجان المختصة والاستشارية وغير ذلك .. مما يمهد للنجاح والله ولي التوفيق .