اعمدة طريق الشعب

أزمة عودة وبخت باكيتا !!/ حسين الذكر

في الوقت الذي كانت وكالات الأنباء العالمية معززة بكل وسائل الإعلام المتاحة آنذاك، تنشر دموع محبي الصخب والإعلان والبهرج بتوديعهم، موكب نعش الأميرة ديانا بعد حادث سير مروع اهتز له العالم الفني والسياسي والإعلامي والإمبراطوري والمالي ...، حتى أصبح حدثا تجتر فيه الكلمات وتعقد له الندوات.. في ذات الوقت كانت مراسم دفن جبر تتم بصمت، بعد أن اعدم وغرم أهله تكاليف الرصاص.. ومنعوا من إقامة مجلس الفاتحة او اي مشاعر حزن ظاهرية .. فقيل حينها هكذا حظوظ الحياة .. تصخب حد الهيجان حظا وتصمت بطعم الخرس هما.
في بداية الدوري، نشعر بأشياء جميلة حدثت.. فعودة علي رحيمة الى ملاعبنا بعد سنوات الاحتراف جديرة بالاحتفاء .. كما أن وجود باكيتا البرازيلي وتيتا الروماني، مع عدد لا بأس به من محترفي العرب والأفارقة .. تعطي دلالات ، لم تكن مسبوقة .. فضلا عن عشرين فريقا بمرحلتين وتعهد عدم التأجيل ولو لفظيا، والاصرار على الانتهاء المبكر .. امور تسعد الناظر وتطيب الخاطر وتعطي انطباعات جيدة .. فمنذ وهلة الانطلاقة الاولى ارتسمت بعض المؤشرات تستحق التوقف.. برغم كون الانطلاقة الاولى، دائما ما تكون متلكئة، وينبغي ان لا تقاس مردوداتها الفنية والرقمية وفقا لذلك .. هذا لا يمنع الخوض بتفاصيل جزيئيات ومشاهد جديرة بالاهتمام والاحترام ..
ما ان تلقى نظرة سريعة على موقعة ملعب كربلاء بين الفقراء والاغنياء، كمصطلح معمول به، في اغلب دول العالم، بفوارق مالية كبيرة بين ناد وآخر، ما ينعكس على التعاقدات والمنشآت والميزانية والنجوم والمدربين والادوات المساعدة ... يمكن ان نجده مرسوما بخط بياني واضح المعالم بين فريقي كربلاء، الذي استطاع مدربه الكابتن سالم عودة ابن المحافظة والخبير بعالمها الكروي، ان يحصل على مكافأة للاعبيه قبل المباراة، بمساعدة رئيس النادي تصل الى اربعين دولار لكل لاعب . في خطوة تعد طبيعية ومعبرة لحال نادي كربلاء العريق، الذي يمثل محافظة مقدسة يدخلها الزوار بالملايين سنويا وفريقها ما زال يعد الافقر بين اندية الدوري . فيما يقف منافسه على جادة خير وزارة الداخلية التي هيأت لناديها الشرطة وادارته الجديدة مبالغ وعقود واموال جيدة ، تحسب للوزارة وللإدارة ونتمنى ان تكون جميع مؤسساتنا قادرة على تهيئة ما تدفعه وزارة الداخلية لدعم الرياضة، شريطة ان لا تكرس الاموال للعقود وتترك منشآت النادي ، كما حدث مع اغلب انديتنا - للأسف الشديد- التي وجدت نفسها بعد سنوات طويلة من الضخ والصرف، مجرد اندية، بلا ملاعب ولا قاعات ولا منشآت ولا استثمار.
الفوارق الفنية، لم تكن كبيرة بين كربلاء، الفريق الذي اغلب لاعبيه من الشباب والفرق الشعبية، تمكن فيها المدرب من خلق توليفة معززة ببعض الاستقطابات، التي لم تكلف رواتبهم شيئا يذكر، مع فريق الشرطة الذي يمكن ان يكون عقد مدربه يعادل عقود ميزانية كل فريق كربلاء .. مع ذاك كانت المباراة ندية وجماهيرية وقدم الكربلائيون، عرضا مشرفا امام الشرطاويين بكل تاريخهم ولاعبيهم ونجومهم ، بقيادة باكيتا ، الابرز على واجهة الدوري في الموسم الحالي.
امنيات لفريقي الشرطة وكربلاء وبقية انديتنا العزيزة وجماهيرها الاعز، ان تحقق الانتصارات وتقدم العروض وتضرب لنا المثال وتسعدنا بما تقدمه على ارض الميدان .. في الوقت ذاته نتقدم فعلا الى كل المؤسسات خاصة محافظ كربلاء ومجلسها الموقر، ان يقدموا لفريق مدينتهم التاريخية المقدسة، ما يليق ويستحق بتلك الرمزية، التي تتمناها كل المحافظات.