ادب وفن

نصوص / عبد الكريم كاصد

عزاء
الأفاعي التي وقفتْ في الطريق
والنساءُ المحجّبات
والقرى
يحملها اللصوص
"على دوابهم"
والأسواقُ الخاليةُ إلاّ من الناس
والمشاجرات
"بأجنحةٍ من سكاكين"
والقصبُ الذي يجرحُ الآنيهْ
"مغروزاً في ظهركَ"
والطائرُ المذبوحُ في الهواء
وأحزانُك التي أشعلْتَها كالشموع
وفقرُك " الذقيع "
ما أكثرَ أخطاءَك يا باطما
وما أقلّها
كلُّها..
كلُّها تصحبُك، اليومَ، إليّ
مسربلةً بالحداد
* * *

مرثية ماري
حين رأتني ماري
"بعد سنين"
بكتْ
وتذكّرنا البصرةَ:
- أين البصرةُ ماري؟
- أنتَ بها.
- أين الحلوةُ ماري؟
شرفتُها المفتوحةُ في الليل..
على النهر؟
وقوفي عند الجسر؟
صريرُ العربات
تمرّ..
فتهتزّ الشرفةُ مائلةً؟
أيامُ الأحدِ البيضاء؟
رنينُ الأجراس؟
وذاك الموكب..
كم تبدو شاحبةً ماري!
مرهقةً!
بمسيحٍ لم يأتِ..
وناسٍ رحلوا
أين ترى رحلوا؟
في أيّ كنائسَ ينتظرون الآن؟
وهذا التابوتُ الفارغ
ماري
منْ جاء بهِ؟
منْ ألقاهُ هنا وانسلّ بلا أثرٍ؟
منْ يملؤهُ منّا نحن الاثنين؟
غداً
أو بعد غدٍ
ما أوحشَ هذي الظلمةَ في بيتك!
لا يطردُها حتى الضوء
وما أوحشني!
ماري
* * *

غيوم
ببغداد
"التي لم تَعُدْ بغداد"
ثمة قباب
وغيومٌ في الصيف
تحدّقُ غاضبةً
غير أنّ البشرَ في الشارع
لا يحفلون بها أبداً
وقد يبتسمون
لرعودها وهي تبرقُ في الليل
ما أشدّ رعودَها في الليل!
حتى انّك لا تملكُ إلاّ أنْ تتحسسَ رأسك
"خوفاً من البلل"
لكن ما منْ قطرةِ مطرٍ
مع أنّ هناك منْ يقول:
"الشتاءُ على الأبواب "