ادب وفن

نصوص/ عبد الكريم كاصد

الوحش والحسناء

"أهواكِ" قال الوحشُ للحسناء
قالتْ: " لا أراكَ"
وكاد يبكي
غير أنّ الريحَ هبّتْ
تحملُ الأصداء
يا حسناء
يا حسناء
يا حسناء
فات الوقتُ يا حسناءْ

ظلال

شجرٌ رعاني
كنتُ تحت ظلالهِ أبكي
ولكنّي ضحكتُ ضحكتُ
حين علمتُ
أنّ ظلالَهُ
كانتْ
- وقد أفِلَتْ
ظلالَ الزيزفون

إبحار

عبرتْ بيَ الدنيا بحوراً
لم أعدْ منها
فقلتُ لصاحبي في رِحلة الإبحار:
" أين تُراك تحملُني؟ "
فصاحَ وكادَ يسقطُ
وسط قصف الرعد والأمطار:
" إيهٍ لستُ أسمعُ ما تقولْ!"
* *
سريناد
أو
عزفٌ ليليّ
من سماءٍ إلى سماء
تدحرجَ حجرُ إليك يا حبيبتي
فلا تدعيهِ يسقط
* *
كساريةٍ في صحراء
قلبي
ينتظرُ البحر
* *
أقسم
لو جئتِ إليّ
سألتصق بك
حتّى يعودَ جسدُك جسدي
وشفتاك شفتيّ
وعيناك
أين؟
أين هما؟
* *
سأنتزعُ القمرَ من السماء
وأضعُهُ على راحتيك
وأقولُ ضارعاً:
" أيّها الربّ
أيّها الربّ
ثغرةٌ في السماء
فاغفرْ لي "
* *
تأتين بقفصٍ وتقولين:
" يا طيري! "؟
* *
سماءٌ
أم
أرضٌ
تتغطّى بالعشب؟
* *
ترتدين قناعي
وأرتدي قناعك
ونخاف
ممّ نخافُ يا حبيبتي؟
* *
أتذكّرُ قدمين صغيرتين
عاريتين
بين راحتيّ فأبكي
* *
أغلقي النوافذ
ما أتعسَ الكلمات
تُطلّين منها عليّ !
* *
كفّك تلك البيضاء
لماذا تحضرُني الليلة؟
كفّك تلك الممدودةُ
حين نهضتِ وقلتِ " وداعاً "
كفّك
تلك
الناحلة
البيضاء
بخاتمها المسحور
لماذا تحضرني الليلة؟
كفّك تلك
لماذا؟
* *
أين كنّا يا حبيبتي
حين مرّ الليل
وقد تخلّفتْ نجمةُ
في الطريق ؟
* *
أجمرةٌ ولا رماد؟
* *
كيف يقولُ الذي يُحبّ:
" أحبكِ "؟