ادب وفن

زكي عطا : المسرح واحة الإبداع الفكري والجمالي / باسم صاحب

زكي عطا.. نائب رئيس نقابة الفنانين في ذي قار، مواليد الناصرية 1955 .. اعتلى خشبة المسرح عام 1960 وهو في رياض الأطفال وحصل على دبلوم فنون جميلة قسم المسرح عام 1977.. شارك في عديد من الأعمال أثناء فترة السبعينيات الفترة الذهبية لانتعاش الفن بشكل عام في العراق من المسرحيات المهمة التي حصدت جوائز عديدة (المسيح يصلب من جديد ، جنيات الوادي، مدينة البرتقال ،حصاد الآتين ، الزقاق الدامي ، صبي الفرات ، جيل رابع .. الخ) .. عمل مشرفا فنيا في قسم النشاط الفني في المديرية العامة لتربية ذي قار.. يعتبر المسرح هدفا وقيمة ع?يا وجزءاً لا يمكن الاستغناء عنه في الحياة بشكل عام ..•المسرح واحة للإبداع وتعبير عن هموم الناس .. أين تضع نشاط نقابة الفنانين في الناصرية ؟
- نعم المسرح واحة الإبداع الفكري والجمالي ويعبر عن هموم الناس بشكل مؤثر بدليل انك عندما تقرا خبراً معيناً وتتجاوز انفعالاته خلال لحظات لكن عندما تشاهد عرضاً مسرحياً بأفكار ترتبط بهموم الإنسان تبقى في ذاكرتك وتتفاعل معها .. أما مساهمة النقابة في هذا المجال فهو بسيط بسبب غياب الدعم المادي سواء من الحكومة المحلية والاتحادية وأحب اذكر أن قرار تجميد أموال المنظمات شبه الرسمية منذ زمن بريمر ولحد الآن لم تتحرك حتى اللجنة الثقافية في مجلس النواب عن رفع هذا الحيف .. كما أحب أن أضيف معلومة: أن المؤسسات الثقافية والأ?بية لم تمتلك مقرات وتجتمع في المقاهي؛ رغم هذا فان نقابتنا تحفر بالحجر بتحقيق الاماسي الفنية من منافعها الذاتية .:
مقارنة بسيطة بين مسرح اليوم والمسرح السبعيني في المحافظة ! .
- المسرح السبعيني كان مسرحا سياسيا وله جمهوره من جميع الأطراف لكنه لايزال يعيش في الذاكرة فقد قدم المرحوم حازم ناجي أجمل العروض وأبرزها ملحمة كازندزاكي " المسيح يصلب من جديد " فكان لي رغم صغر سني الحظوة أن امثل شخصية القبطان والطريف بذلك أن تمارين هذا العمل استمرت أكثر من ستة أشهر لأسباب تارة يلقى القبض على احد الممثلين من قبل الأجهزة الأمنية ويستبدل بآخر وأكثر الممثلين الملقى عليهم القبض، كانوا يمثلون شخصية القبطان، أما مسرح اليوم فهو منفتح على التجارب الحديثة والتي تهتم بالحبكة الإخراجية بالإضافة لكونها ?دأت تأخذ فسحة حرية التعبير .
أين مسرح الطفل سواء في المحافظة او عموم العراق ؟
- مسرح الطفل يحتاج الى منظومة مؤسساتية تهتم بهذا الشأن واقرب المؤسسات للتعامل مع هذا الاتجاه وزارة التربية لكنها لاتزال تعاني من التخطيط وضعف استيعاب هذا المفصل بالرغم من ان الوزارة تقوم بمهرجانات، وبكلف انتاجية مفتوحة، لكن مثل هذه الفعاليات لم يشاهدها طفل واحد لكون البعض يعتبرها إسقاط فرض لا لغرض تنمية قدرات الطفل.
الإهمال واضح من قبل الحكومتين المحلية والاتحادية للفن بشكل عام .. ما هي الأسباب ؟
- الحكومتان تعتبران الثقافة والفن محصلة غير أساسية ولا تعلمان بان حضارة الأمم بفنونها وآدابها وأكبر دليل على هذا ترؤس وزارة الثقافة سياسيون ليس لهم مجال في الإبداع ، فمنذ عام 2003 لم يأت وزير للثقافة العراقية باستثناء دورة واحدة كان الاستاذ مفيد الجزائري وزيرا لها بشكل لائق، والان وزير ثقافتنا وزير الدفاع، هل يعقل هذا الجواب؟ " أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي " .
الركود الواضح في مجال المسرح الجاد ، ما اسبابه ؟ وهل المسرح التجاري طغى عليه ؟
- انتعاش المسرح النفعي او التجاري يحمل بين طياته اجندات لا تخفى عن المثقف وهي عكس صورة مشوهة لجمال الفن وفكر المسرح والغريب في هذا أنها تسرح وتمرح في قاعات بغداد ، اما المسرح الجاد والذي له مكانه الطليعي فيكون اساسه التواصل من خلال الدعوات لكروبات لديها تفاعل وتواصل من خلال مؤسسات عربية ودولية وهذا ينحصر في بغداد اما مسرح المحافظات فلا تزال عروضها محدودة بالجمهور المثقف ونحن عندما نؤسس لعرض مسرحي نعرف جمهورنا بالاسماء رغم تخلف البنى التحتية لمسارحنا التي لم تفكر الدولة بها اطلاقا .
الحياة مستمرة بالعطاء والتجدد .. لكن نلاحظ ندرة الوجوه الشابة وخاصة النسوية في المجلات الفنية كافة، ما هي المشكلة ؟
-الناصرية مدينة العطاء الدائم في كل اتجاهات الحياة السياسية والثقافية والفنية لكني .. اسالكم سيطرة " البوشية " في الجنوب هل ستجعل من الفتاة ان تمارس هذه الاتجاهات ؟ اضافة الى المعوقات الاخرى العادات والتقاليد وثقافة العائلة كلها عائق أمام الفن .
افضل الأعمال التي قدمتها خلال مسيرتك الفنية ؟ والجوائز التي حصلت عليها ؟
-أنا إنسان أؤمن بان الذي تنجزه هو خطوة سعادة روحية تنعش عقلك وقلبك .. وان الذي أقدمه للإنسان المظلوم والمضطهد يجعل سروري يتفوق على انجازي لكني قدمت مسرحية " الملك هو الملك " لسعد الله ونوس في عام 1979 عندما تامر صدام حسين على البكر وكانت فكرة المسرحية سرقة الكراسي بين صاحب الكرسي وخادمه بالإضافة إلى إني أخرجت " ليلة من رجل " للشاعر والكاتب المسرحي عبد الحميد الصائح عام 1985 وكادت لو لا صديقي محمود ابو العباس ان تجعلني ضمن المقابر الجماعية من خلال جملة يكررها الممثلون " هناك مروض لنا ترك مهمته فينا واختفى إ?ى الأبد " فأشار احد أعضاء اللجنة التحكيمية وقال " هل مروضك فهد .. ماركس .. لينين " .. فأشار محمود أبو العباس بان المروض هو العراق المجيد .
بمن تاثر الفنان زكي عطا ويعتبره مثله الأعلى؟
-تأثرت بأفكار أستاذي الذي يكرهني بسبب مشاكستي له المرحوم المبدع قاسم محمد الذي علمني لماذا المسرح عظيم ؟
ما هو الدور الذي تمنيت ان تؤديه وقام غيرك بادائه ؟
-امنيتي كانت ان امثل شخصية "ساتين" في مسرحية " الحضيض " لغوركي .
كلمة اخيرة ..
- مبادرة جميلة من طريق الشعب ان تنفتح على عالم الابداع في المحافظات مثلما نشعر ان القرى قد تنجب المبدعين بدليل كان جنكيز اتماتوف ابن الريف كانت أشعاره هاجساً للانسانية .. شكرا لكم ..