ادب وفن

لو كنت قبل الأمس يا عراق..!/ مصطفى محمد غريب

لو كنت أنت عندنا
كالمالك المملوك
تأمرني ..
تقول لي نواعم الكلام!
تطيعني..
تقول لي أجيء!
يزداد شوقي في هدوء
كالناسك الصوفي يعشق الإله
تقفْ على بابي، معاتباً
ثمَ تعود راجعاً
تنفرني..
ولا أحيد
تصرخ بي..
في الصبح والمساء
تغمس في قلبي يداك
تقول لي أن لا سواك
يطيعني ..
يسجنني
وانك الضوء الإشارة.
...........
..........

في ذلك الوقت الحصيف
ما قبل أمس البارحة
أصبحت قوساً نافذاً
وصرت مثل قامة الحصان
تسابق الرياح كالضياء
وتمتطي عِرف السحاب
حتى أراك سامراً.. تكيل في العطاء
وكلما أدير عيني في هواك
أعلن صوتي آمراً
ـــ يا مخلصي.. ويا أمير
تعال حَوْل عندنا
تعال تصبحْ مثلنا
تقذفني..
بسهمك الموهوم
تلمني..
بصوتك المرقوم
تضمني لصدرك المحموم
حتى أراك جالساً،
أو واقفاً، مهموم بانصياع
أو شاخصاً، تمازج الغناء
ثمَ أراك في أباء
لكي تقول لي
يا سيدي..
أنا فداك
..........
..........

يا مالكي الغني بالوفاء..
ها انذا ـــ سيافك المرهون للقرار
لقلتُ في نهاية المطاف
يا مهجتي..
يا نَفَسي المحموم
أخاف سيفك البتار
عندئذ.. يا سقمي
ستفتح الأبواب
ترفرف الستار
تُشَرع النوافذ البعيدة
ثم تقول باسماً ـــ أجئ!
تردد الكلام ناعماً
وفي نهاية الطواف
تضيء لي كل الطريق
تركض خلفي
كظليَ الظليل
تمنحني السبيل
وفجأةً
توقظني على سبات من حريق
تتركني للكأس واللحن
والشوق والشجن
يا مالكي المملوء بالعسل
يا مالكي المجداف
لو كنت أنت عندنا
لو كنت قبل الأمس ليس البارحة
تقدم الدليل
لقلت للنخيل
هو العراق
ما بين تاريخ البريق
وليس أمس البارحة
فهو البراق