ادب وفن

في الصباح الخامس / مزاحم الجزائري

قلبك الكبيريجثو ما بين الشط وعيوني الفاغرات النظرات
الدهشة تأخذك مني
ومسافة حب تغمرني فيك
وعند تخوم الكلمات، تنفجر دموعي
ونظراتي الظليلة يخيم فيها الظلام
تفتش عن قمر أفزعه التوجس
في هذه الليلة
لملمنا خواطرنا، وبعض بعضنا
والألق ينداح بين أناملنا والضياء
* * *
فادح بعدك..
وأنا أرنو إلى إغفاءتك
ونداها، غابة تعاويذ تنبجس خلف ماء القلب،
وأنا ألملمها في ظلك الظليل.
في الليلة الأولى،
واجماً كنت، والألام بين تنافرنا رجاء
* * *
بين أناملي وشوشة صوتك،
وشذى روحك ينثال حبات
وماء القلب..
يعرش زهرة أكاسيا،
وبدفء تربتُ نظراتك على روحي،
فيغمرها الصباح..
يا لبهائك اليانع..
يخضوضر في روحي شجرة نارنج يافعة،
مثقلة بالصمت والخيفة..
وعلى ضفتينا المتنافرتين
البنفسجُ أورق قمراً
وازدهر الزيزفون بالرضا
والدفلى أثمرت..
عناقيد نظرات متوثبة،
أفزعها الأمل...
* * *
خلف سياط الدهشة،
عيوني غشاها الضياء
وابتسامتك المترعة بالهدوء
غمرها الضجيج،
ونظراتك المتباهية بفتوتها
تغتال صمتي..
وفي الجدب،
كلانا قاحلان
نفتش عن مطر وصباح
والليل أرخى سجفه على ابتساماتنا
وسيلة ملأتها الاحاجي..
* * *
ما بين قلبي وعينيك..
الندى الصامت ينفلت ينبوع لوعة..
وما بين قلبي وكفيك..
براعمي تستيقظ سفرجلاً
وزهور الجيرانيوم تطاولت أعناقها،
خلف صباح آخر
الفجر آت
واشجار الصفصاف
لابد أن تهجر شطآن الوحدة
في الربيع القادم
ويكون خريفي يطاردني
فالشتاء هزيعه قارس سيكون
وقلبي لن تطفئ صباحاته،
ليالي القطب العالي،
وأنا أوقد في كفيك،
قناديل ورد وعصافير..