ادب وفن

شيخُ الثمانين : مناجاة مع الحزب الشيوعي العراقي / د . حسين جهاد العتّابي

شيْخَ الثمانينِ في أفكارِكَ الشمَمُمِنَ الكبائرِ تـَسقينا فنغـْتنِمُ
هنَّ الثمانون أقمارٌ وما انطَفَأت
هالاتهنَّ، ورَغْمِ الضَيمِ تبتَسِمُ
يامِنْجَلاً بادَلَتْهُ الحُبَّ مِطْرَقةٌ
يخْضَرُّ عودُكَ لا شيْبٌ ولا هَرَمُ
أهديتنا فِكـَراً للْخَيرِ هادِفَة ً
حُبُّ البلادِ بِنا مِنْ فِكْرِكَ الكَرَمُ
في يَومِ عيدِكَ نسْتَوْحي الفِداءَ وَمَنْ
الى الشَهادَةِ قدْ أسْرى بِهِمْ قَسَمُ
الواهبينَ على دربِ الكفاحِ دماً
والكاسرين قيود الظلمِ واقـْتحموا
كُلَّ الصعابِ، وإنْ ناديتَهُمْ عَزَموا
فلا مَتاعِبُ تُثنيهم ولا نَدَمُ
سالـَتْ دِماكَ وما حابَيْتَ أنْظِمَةً
وتَنشُدُ السِلْمَ مَصْبوغاً بِهِ العلمُ
فلِلْسَلامِ بِما عاهَدْتَ مَنْزِلة ٌ
وفي كِفاحِكَ جُرْحُ الشْعْبِ يَلتئمُ
سَيَعْلمُ الناسُ عَنْ بُعدٍ وعن أمَمٍ
بأنّكَ خَيرَ مَنْ فاضتْ بِهِ الحِكَمُ
تسْعى الى الحُكْمِ أحزابٌ وأنْظِمَةٌ
الى النَزاهةِ لا تخْطو لَها قَدَمُ
وأنتَ زهدُكَ لنْ يلهو الزمانُ بهِ
فيكَ المهابةُ والأخلاقُ والعشَمُ
***
شيخَ الثمانين ما حُيّيتَ مِنْ بَطَرٍ
أرْقى مِنَ الشِعْرِ ما في القَلْبِ يَحْتَدِمُ
حبٌ تكَرّسَ عَنْ وَعيٍ لِصاحِبِهِ
بأنَّ فِكْرَكَ عِنْدَ الكادِحينَ فـَـمُ
عُرْسُ الثمانينِ في أفلاكِنا جذَلٌ
فينا الهَناءُ وفي أعْدائكَ الحِمَمُ
فلا تَطْمَحْ بِمَنْ عادوك عَنْ دَنَعٍ
أنتَ العَناءُ لَهُمْ والهَمُّ والأرَمُ
مَنْ قدَّسوا بِهوىً وَغْداً وَزُمْرَتَهُ
فاستَأنَسَ اللعْبَ فيهمْ قائدٌ صَنَمُ
هُمُ المآسيَ لوْ حلّوا بِمَرْحَلةٍ
هُمُ الفسادُ إذا باتَتْ لَهُمْ نِعَمُ
شدّ العزيمَةَ لا تأبَهْ لِمُنتَقِمٍ
ما بَدَّدَ العَزْمَ عِنْدَ الصيدِ مُنتَقِمُ
وامْكِثْ كَعَهْدِكَ مَهيوباً ومُرْتَكِزاً
على المَبادىءِ لا تذْعَنْ لِمَنْ زَعَموا
بأنَّ نَجْمَكَ عِنْدَ العالمينَ هوى
وإنَّ فِكْرَكَ للأجيالِ مُنْصَرِمُ
لثورَةِ التغْييرِ آفاقٌ وأوّلُها
وعْيُ الجَماهيرِ والأقدامُ والهِمَمُ
***
شيخَ الثمانينِ مِنْ آمالِ أُمّتِنا
أنْ تُستَعادَ الى أعراقها القيَمُ
ضاعَ الإباءُ وسارَتْ بالورى شُلَلٌ
على الضَلالِةِ ينمو خَلْفَها البَهَمُ
قالوا عَنِ الحُكمِ مِنْ سيْمائهِ دَجَلٌ
ولِلبقاءِ لهُ من طَبْعِهِ شَبَمُ
يا للمَصيبَة قدْ جاءت لنا ملـَلٌ
تَرْعى المَصائِبَ، في طُغْيانِها سَقـَمُ
هذا الفُراتُ شَحيحُ الماءِ قَدْ ضَمَأتْ
على شواطِئهِ الأنعامُ والديمُ
ودجلةَ الخيرِ زاهٍ كانَ شاطئُها
واليومَ ثاكِلَة ٌ وعلى الضِفافِ دَمُ
والكادحونَ سِوى الأوهامِ ما حَصَدوا
والحالِمونَ بطيبِ العْيشِ قَدْ نَدَموا
على مَسيرٍ أتى في غَفْلةٍ بأسىً
فيهِ الجُموعُ على الأطيافِ تنقَسمُ
باتتْ عنْ الوعي أجيالٌ مغيبةً
أمسى الغَريبَ على دُنياهُمُ القلـَمُ
عجبي على هذاالزَمانُ وعهرِهِ
الناصِياتُ تَساوتْ فيهِ والقِمَمُ
***
يابْنَ الثمانين أنْ نلقاكَ مُنْحَسِراً
فَذا السَعيرُ بنا والوَجْدُ والألمُ
أمّنتَ بالبَعْضِ أنْ يَزْهو الطَريقُ بِهمْ
فَبانَ جَهْلُهُمُ في الفِكْرِ وانْهَزَموا
فاعْطْ الزِمِامَ لِمَنْ في جُهدِهِمْ مَدَدٌ
حتّى يَدومَ على بُنْيانِكَ السَنَمُ
لا تَسْأمنَّ مِنَ الأيامِ لوْ عَجَفَتْ
فَصاحِبُ المَجْدِ لا يسري بِهِ سَأمُ
واصْنَعْ بفكرِكَ للآمالِ أرْوِقَةً
لَعَلَّ فكرَكَ للأجْيالِ مُعتَصِمُ
حَلِمْتُ إنّكَ عندَ الناسِ شَمْسُهُمُ
ياليتَ مُقـْتَبِلٌ ما زفّهُ الحُلـُمُ

**************
بودابست آذار 2014