ادب وفن

كاتب عراقي يفوز بجائزة صحيفة الـ"إندبندنت" لأحسن كتاب عن الرواية والقصة القصيرة المترجمة

لندن - محمد توفيق علي
تعقيبا على العرض الذي نشرته "طريق الشعب" والتقرير الاخباري سابقا، أدناه موجز عن الاعلان عنها لأول مرّة في تاريخ جائزة صحيفة الـ"إندبندنت" البالغ 24 عاما، يفوز كاتب عربي وهو العراقي حسن بلاسم، وكذلك لأول مرّة تفوز القصة القصيرة. وهي روايته الثانية، "المسيح العراقي"، الذي ترجمه جوناثان رايت ومن اصدار دار النشر "كوما". وتُمنح هذه الجائزة سنويا لأحسن قصة خيالية لكاتب حيّ يرزق ومترجمة من أية لغة اخرى الى الانجليزية وتم نشر الكتاب في السنة السابقة.
وتتكون لجنة التحكيم من خمسة من خيرة الكُتّاب والصحفيين والمترجمين والأكاديميين المعنيين بالأدب العالمي. وتطرق رئيسها لهذا العام الى صعوبة اختيارهم لستة كتب من مجموع 126 كتاباً مترجماً من مجموع 30 لغة اخرى. وكانت من ضمن التزامات المؤلف المشاركة في المهرجان الأدبي السنوي في منطقة "هاي" في غرب انجلترا وذلك مع المترجم وبصحبة بويد تونك، الحَكم والصحفي الأقدم في صحيفة الـ"إندبندنت". ومن الجدير بالذكر ان هذه الصحيفة وزميلتها في المهنة الـ"غارديان" كانتا تتصدران الحملة الاعلامية ضد شنّ الحرب الأخيرة على العراق.
والجائزة هي مكافأة مالية قدرها خمسة آلاف باوند استرليني (ثمانية آلاف دولار) لكل من المؤلف والمترجم، أي بالتساوي، وذلك تثمينا لجهودهما في تقريب الهوّة بين اللغات والثقافات المختلفة. وهي فعالية سنوية تقيمها الصحيفة منذ عام 1990. ومن بين هذه الكتب الستة كتاب "المسيح العراقي" لكاتب القصة القصيرة حسن بلاسم المقيم في فنلندا. وصف المتحدثون اسلوب المؤلف كونه معاصراً وسريالياً وبمثابة سيرة ذاتية ومنها الاغتراب. يتضمن الكتاب 14 قصة قصيرة مرتبطة. في الفصل الرابع الذي يحمل عنوان الكتاب، يمثل الكاتب بطل الرواية وباسمه الصريح. ووصفته صحيفة الـ"الغارديان" بأنه لربّما أحسن كاتب للرواية العربية وهو حيّ يرزق. ويشار الى ان الكتاب صغير جداً وبسعر 10 باوند استرليني (16 دولار). وتم اختيار الكتاب الحائز على الجائزة في مساء 22 ايار الجاري،علما بأن النص العربي لم ينشر ككتاب لحد الآن.
يتضمن الكتاب 14 فصلا وهي عبارة عن تقارير اخبارية وذكريات شخصية وخيال خصب وغامق لوصف عراق ما بعد الحرب والاحتلال كجهنم سريالي. فمن أساطير الصحراء ومروراً برعب الغابة، تدمج قصص الكاتب ما هو رائع بما هو روتين يومي. يعرض الكتاب للقارئ انطباعاً مروعاً لا ينسى عن الحياة في العراق المعاصر. صرّح الحَكم عنه بالقول بأنه "عقب مرور عقد من الزمن على الغزو والاحتلال الغربي للعراق، يبحث كتّاب البلد في مخلّفات الحرب والظُلم بثقة متزايدة. ومن أبرزهم هو حسن بلاسم لصراحته بدون خوف وتحدّيه الفنّي للأعراف والتقاليد". واضاف أن القصص الأربع عشرة لـ"مسيح العراق"، المدوّنة باسلوب سريالي في الغالب ولكن المبنيّة دوما على الحقيقة المرّة، تصوّر هذه الفترة الزمنية بكثير من العطف والمزاح والتطلع الى حياة اخرى وأحسن. وان ترجمة جوناثان رايت من العربية تعكس كلّ انفعالاتها ويأسها وقدرتها الخيالية المتزايدة. واختتم بالقول بأن "المسيح العراقي" ليس أول كتاب بالعربية ينال جائزة صحيفة الـ"إندبندنت" فحسب، بل هو عمل أدبي كلاسيكي يدوّن الافادة والعزاء والعصيان.
و حسن بلاسم سينمائي بالاضافة الى كونه أديباً وعاش حياة عجيبة وغريبة في مواجهة الدكتاتورية والرقابة. ولد في 1973 في بغداد ولكنّه تربّى في كركوك ثم درس في أكاديمية الفنون السينمائية في بغداد حيث فاز فلماه "غاردينيا" و"الطين الأبيض" بجائزة أحسن عمل فنّي لمهرجان الأكاديمية. وغادر بغداد في عام 1998 الى السليمانية في كردستان العراق حيث واصل ممارسة عمله الفنّي باسم مستعار، "نوزاد عثمان"، وذلك خوفاً على عائلته في بغداد في ظلّ حكم دكتاتورية صدام حسين. وفي 2000 هرب من العراق طلباً للجوء مروراً بايران وتركيا وبلغاريا وصربيا وانتهاءً، وبمساعدة صديق له في 2004 بفنلندا، حيث يقيم. وأخرج منذ ذلك الحين عدّة أفلام قصيرة ووثائقية للتلفزيون الفنلندي.
وسبق وأن رُشّح كتابه الأول، "مجنون ساحة الحرية"، الى ذات الجائزة في 2010. وسوف يعرض مسرح "آركولا"، الذي يقع في منطقة "هاكني" في شرق لندن، في الشهر القادم مسرحية من اخراج السيد رشيد رزاق لقصة قصيرة لحسن بلاسم بعنوان " كوابيس كارلوس فوينتيس".