ادب وفن

حقبٌ من التاريخ خاصرة العراق/ مصطفى محمد غريب

حقبٌ تجيء
حقبٌ تروح
حقبٌ ستأتي مثل حافلة السفر
فيها الحقائق والغرائب والحقائب والندوب
فيها صدى الأحلام بالنصر القريب
ماشيةٌ هي السنين
تحسها في بادئ الأمر
كأنها بلابل التمور
تحسها.. نهاية المطاف فكرةٌ تنير
وأنها موجودةٌ في الذاكرة
في جوهر الحروف
تجعلنا نستشرف الطرق
نتابع المرور والعبور.
مدارجٌ من البشر
وأرجلٌ سالكةُ هي النشور
لا كائناً موجود في الخفاء
وها هو الإنسان ينحت في الحجر
معالم التاريخ في حقبٍ تسير بلا وقوف
نغرف من طاقاتها معنى الوجود
....................
....................

حقبٌ تطولْ
أو تُقْتَصرْ
كأنها، سفنٌ تدور على الشواطئ والبحور
حقبٌ على مد البصر
وعلى مداخل من عصور
شواهد التاريخ تبدو في الأثر
حقبٌ من الألوان يعضدها التداخل والفراق
شبكاتها مثل الصُورْ
ترنو إلى جمر الجفون
وعلى النخيل
سعفٌ تلاعبهُ الرياح
مدنٌ تلوح بالظفر
وان تأخرتْ حقائب السفر.
مدنٌ تنوح بلا انحناء
البصرة الفيحاء ترقص للنحور
والموصل الحدباء تنفخ في الزهر
وها هي الانبار أشلاء العِبَرْ
والقمم القارعة البتول
مدنٌ شمالية في العطاء
من كل لونٍ زهرة فيها الأريج المُنْتَظَرْ
بنفسجٌ ريان في حديقة الألوان
بنفسجٌ هم البشر.
.....................
.....................

حقبٌ ستأتي بالمزيد
ماشيةٌ هي السنيين
ففي المدينة أذرعٌ من الشجر
براعمٌ تنمو على الصراخ
براعمٌ تنمو على الهدوء
يتصاعد العبق المُحَلى بالشهد
تطيل من وقت الذهول
بغداد أغنية الصعود " وإن جار الزمان " عليها بالخطوب
وجراحها شبح الأفول
من كل لونٍ زهرة فيها الأريج المُنْتَظَرْ
بنفسجٌ ولهان في حديقة المرجان كالوطرْ
كأنه الريحان في خاصرة البشرْ
يمتد في بحيرة الجنون
ثم يعود من جديد
صخبٌ من الأصوات تعلو ثم تعلو في العراء
واذرعٌ شماء ترفع راية التغيير
وعلى سفوح الجيل المرصع بالذهب
يبقى الأملْ
يبقى الوصول
.....................
.....................

حقبٌ ستأتي بالجديد
ماشيةٌ هي الدهور
لكل لونٍ قامة مغزى نشيد
لكل دمع حارق في لجة الفراق
يعني العراق
يعني المسيرَ على الطريق
بنفسجٌ هم البشر
يطوف في العراق
بنفسجٌ حر الوصول
إلى المدى
حتى وان كثر النفاق.
18 / 6 / 2014
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ