ادب وفن

نصوص / عبد الكريم كاصد

قبرٌ في الشام

في الشام لي قبرٌ وأعشبَ
قلتُ: هل في الشام لي قبرٌ؟
وقلتُ لعلَّ بيتي اخضرَّ
والجارَ الذي أبصرتُهُ جاري
وذاك البيتَ من حجرٍ
ولكنْ كيفَ أعشبَ؟
كيف؟
في البلد الذي ما كان لي يوماً به قبرٌ ولا جارٌ
ولا ما يُسعدُ الغرباء
يا قبري
سلامُ الله
- يا قبري العزيز - عليك
ما بقيتْ ديارٌ في بلاد الشامْ

* *
صفصافة:

"تنويعٌ على أغنية الصفصافة
لشكسبير في عطيل"

صفصافةٌ
مرّتْ عليها الريحُ
يا صفصافتي
تبكين أم أبكي؟
ودمعُك ذاك؟
مرّ النهرُ يا صفصافتي
والليلُ مرّ
وإثْرَهُ مرّ النهار
وأنتِ ... أنتِ هناك تنتظرين؟
ماذا أنتِ تنتظرين؟
يا صفصافتي الخضراء
ماذا أنتِ تنتظرين
موحشةً
ومطرقةً
هناك
الحصان

مرّةً جلس حصانٌ على العرش
فأمرَ الخيول
أن تركبَ البشر
ناشراً الفزعَ بين الناس
وقد تشاوروا في الأمر
فلم يجدوا خلاصاً إلاّ بالسحر
بعضُهم صار حصاناً
والآخر فأراً
والثالثُ سمكةُ
وبعضُهم فضّل الطيور
فهاجر منفرداً
أو في سرب
والآخرون اجتنبوا الطريق
وسكنوا الحجور
حتّى خلت البلادُ من الناس
وسادت الخيول
تركبُ
في نزهتها
الخيول

* *
السير إلى الوراء

هذه الأيام لا أقرأ غيرَ كتبِ السحر
حتّى اعتدتُ السيرَ إلى الوراء
بعيداً عن الناس
والأشجار
والمدن
باتجاه كهوفٍ مظلمةٍ
وبراكينَ خامدةٍ
وعمالقةٍ
قالوا: إنهم أجدادي
ثمّ رأيتُني
بين صخورٍ هائلةٍ
فجلست
منتظراً
أنْ يعبرَ عالِمُ آثار..