يفتتح اتحاد الأدباء والكتّاب في النجف الأشرف برنامجه الثقافي لعام 2015 بأمسيتين متعاقبتين، أولاهما جلسة نجفية بعنوان "المباني التراثية النجفية.. إطلالة على تاريخها الاجتماعي والسياسي" تقام مساء الجمعة المقبلة الثاني من كانون الثاني، ويحاضر فيها كل من د. حسن عيسى الحكيم ود. عبد الصاحب البغدادي ود. حمزة الخالدي. فيما يشهد مساء اليوم التالي - السبت حفل تكريم للمؤسسات والشخصيات التي اسهمت ودعمت إنجاح البرنامج الثقافي للاتحاد في العام المنتهي 2014.

ووصف رئيس الاتحاد الشاعر فارس حرّام الفعالية الثانية بأنها "مناسبة لإسداء الشكر والتقدير لداعمي الثقافة والتواصل الثقافي في محافظة النجف الأشرف". مضيفاً أن منهاج الشهر الأول للسنة الجديدة يتضمن أمسية مهمة اخرى موضوعها "مستقبل التعددية والتنوع الحضاري في العراق"، وسيضيّف الاتحاد فيها عدداً من الباحثين من طوائف ومكونات عراقية متعددة للحديث بهذا الشأن.

اللغة العربية في يومها السنوي

من جانبه قال د. باقر الكرباسي نائب رئيس الاتحاد انه "سيكون للغة العربية موقعها في البرنامج"، مؤكداً حرص الهيأة الإدارية على مكانة لغة الضاد في برامجها الثقافية. لذلك "ستكرس أمسية مهمة ليوم اللغة العربية، تلقى فيها محاضرتان لمختصين اثنين في هذا المجال هما د.عقيل الخاقاني عميد كلية الآداب في جامعة الكوفة، ود.عصام الغالبي". وستقام الامسية مساء التاسع من الشهر القادم نفسه تحت عنوان "دفاع عن اللغة العربية بمناسبة يومها السنوي".

احتفاء بالدكتور عدنان البكاء

وعن جوانب أخرى من برنامج 2015 تحدث الى "طريق الشعب" القاص أحمد الموسوي أمين الشؤون الإدارية والمالية في الاتحاد فقال انه "منذ عدة سنوات واتحاد الأدباء في النجف الأشرف يقوم بخطوة رائدة في تكريم الأحياء من مفكرينا ومبدعينا وعلمائنا وأدبائنا، بالإضافة إلى الاحتفاء بالراحلين منهم". واضاف ان "البداية في هذا الميدان في موسمنا الثقافي لعام 2015 ستكون تكريم العالم الدكتور عدنان البكاّء، "احتفاءً بمنجزه الثقافي الثر الذي امتد طوال أكثر من أربعة عقود من عمره الإبداعي".

ونوه الموسوي بأن برنامج 2015 "يضم أكثر من ثمانين أمسية، وستكون حصة ناديي الشعر والسرد فيها حوالي الربع". وأوضح أن الموسم الجديد سيشهد إقامة ندوتين فكريتين كبيرتين، إحداهما بعنوان "النجف الأشرف .. تحديات ثقافية راهنة" وتمتد جلساتها يومين متتاليين. مضيفا أن الموسم سيتميز أيضا "بانفتاح واسع على أدباء المحافظات وإقامة جلسات حوار وشعر بمشاركة شعرائها ومثقفيها"، إضافة الى "الاحتفاء بشخصيات عديدة لها الأثر البالغ في مسيرة الثقافة العراقية والنجفية".

مهرجان "أهلا بالحياة"

اما القاص علي العبودي أمين العلاقات العامة والإعلام في اتحاد النجف فذكر ان البرنامج يحتوي على جلسات متنوعة في الفن والمسرح والقصة اضافة الى الشعر. واشار في هذا الخصوص الى أمسية عن فن الكاريكاتير يضيّف الاتحاد فيها اثنين من البارزين في هذا المضمار، هما الفنانان عبد الرحيم ياسر وخضير الحميري. كما اشار الى أمسية عن "الجميل والجليل في الخطاب الدرامي"، والى مهرجان "أهلاً بالحياة" الذي "سيشترك فيه شعراء من كربلاء وبابل والديوانية، ليشكلوا مع أصدقائهم من شعراء النجف على امتداد ثلاث أمسيات باقة ورد كرنفالية للشعر والحياة".

تأبين الشاعر حمودي السلامي

في الختام تحدث الى "طريق الشعب" الشاعر محمد الخالدي أمين الشؤون الثقافية في الاتحاد عن التأبين الاستذكاري الذي سيقام مساء آخر ايام الشهر القادم في أربعينية الشاعر النجفي الراحل حمودي السلامي، مع شهادات أدبية وحياتية عن الفقيد. وبيّن ان أمسيات الاتحاد "ستتوالى في العام المقبل كل يومي جمعة وسبت، باستثناء شهر رمضان المبارك الذي سيشهد انقطاعاً عن النشاط الثقافي كما المعتاد".

......................

الموسوعة الثقافية.. عدد جديد

سيمياء النص العراقي ومقاربات أخرى في نصوص شعرية وسردية معاصرة

محمد رسن

"ان لمقاربتنا هذه والتي اتخذت عنوان فصلها الأول والأكثر أكاديمية بظلاله الواضحة في جميع مقاربات هذه الدراسة، مسمى لها، إنما هي اجتهاد إجرائي فاعل يبحث في مرآة الكيف عن الوجه الذي يتمظهر به النص على وفق أكثر المقولات حداثة في الاشتغال الإجرائي انطلاقا من السيميائية التي هي المظهر الأبرز لهذه المقاربات، مرورا بمفردات اللسان السينمائي "السيناريو الكاميرا المونتاج" التي أخذ هذا النص "النص العراقي" يتمثلها كونها ملامح تمتلك آلية العرض للمقول تجعله أكثر تشخيصا أمام عدسة التأويل، وهنا نحن "بالطبع" لا نقصد بالتشخيص الذي يغلق النص على حال تأويلي لا يجتاز كما يتصور البعض ذلك في العرض السينمائي للروايات أو القصص إنما أردنا التشخيص الذي يعرض مشخصه بتحد جمالي لأعراف العرض الأخرى وسط معادلة تلزمها الاجتهاد المستمر في العرض لتظل قابلة للمواكبة والتمثيل".

هذا ما جاء في مقدمة الكاتب حمد محمود الدوخي في دراسته سيمياء النص العراقي التي أصدرها ضمن سلسلة الموسوعة الثقافية التي تصدر عن دار الشؤون الثقافية.

تضمن الفصل الأول من الموسوعة مقاربة النصوص السيميائية "أجندة التعتيب النصي في شعر سعدي يوسف" سيمياء الصورة العنوانية والتكوين الشعري في ديوان "أسفار الشجر للشاعر محمد مردان" الأنموذج في قصيدة النثر، "هديل مستعمل "سلمان داود محمد انموذجا" "أدوات التنظيم الشعري "الغلاف، التصدير، الإهداء، العنوان".. "هوية الهيكل الشعري عند أمل الجبوري"

وتناول في الفصل الثاني مقاربة النصوص سينمائيا ودراسة بعنوان ورقة السينما على شاشة النص الشعري وموضوعا آخر بعنوان ورقة السينما على شاشة النص القصصي كما سلط الضوء على البنية الفنية لنظام التكرار وأيضا الفعل السينمائي في توجيه العرض القصصي ونطالع أيضا دراسة عن ورقة السينما على شاشة النص الروائي رواية دابادا انموذجا..

"مقاربة النصوص بنائيا جاء موضوع الفصل الثالث"حيث كتب المؤلف عن عدة مواضيع منها "حساسية الإيقاع البصري في شعر يوسف الصائغ "و"فاعلية المبنى الإيقاعي في المتن الدلالي قراءة في قصيدة إيقاعان للغربة لعلي جعفر العلاق "أعراف البناء الشعري عند خضر زكو".. "شعرية الجملة القصية عند فارس الغلب"، وأخيرا تناول الكاتب في الفصل الرابع مقالات نقدية عن شعرية المكان "المكان الشعري عند معد الجبوري" والزمن وتمظهرات السرد في الرواية "عندما يسخن ظهر الحوت" بلد شفوي للشاعر علي خصباك, قراءة موازية.. كما تناول الكاتب التنسيق المحكي ومراوغة المفارقة عند عبد الزهرة زكي.. وأيضا نطالع قراءة أخرى بعنوان هندسة النص في "مرايا العمياء للشاعر مجاهد ابو الهيل".