ادب وفن

المعرض السنوي لفناني البصرة ، تنوع صحي بالأساليب.. وتفاوت مخلّ المستويات / وجود لطفي

اقيم في مقر جمعية التشكيليين العراقيين المعرض السنوي المشترك لفناني البصرة وعلى قاعة الجمعية، في احد البيوت التراثية الجميلة والصغيرة على نهر العشار في منطقة البصرة القديمة، وقد ضم المعرض اعمال اكثر من (30) رساما، ونحاتا، حيث تنوعت الاعمال بالأساليب وبالمستويات التقنية، فقد تراوحت بين اعمال مقبولة للعرض واخرى اقل تأهيلا له، وقد سبق ان شخّص الكاتب الرسام هاشم تايه هذه الحالة في المعارض السنوية الجماعية السابقة سواء لجمعية التشكيليين في البصرة ام لغيرها، حينما كتب بما معناه ان محنة المعارض الجماعية تأتي اسقاطا لفرض سنوي مما يجعل تلك المعارض تضم خليطا متنافرا من الاعمال والمستويات، ولكنه لم يعلق على معرض هذا العام، بيد أننا نعتقد ان رأيه ربما لن يختلف لان المعرض الان لا يختلف عن ذاك الذي كان يجري كل عام، وهو ما ايده، في السنة الماضية الفنان صدام الجميلي الذي قال:" عادة ما تكون معارض الجمعيات والمؤسسات الرسمية ليست بالمستوى لأنها محكومة بالأعضاء فهي لا تستطيع في معرض شامل أن تمنع احداً من العرض إلا بدوافع انتقائية من ناحية المستوى الفني"، بينما تحدث الينا، في هذا المعرض، عدد من المهتمين بالفن التشكيلي في مدينة البصرة عن هذا التنوع بالأساليب والمستويات، حيث قال القاص الكبير محمد خضير: تنوعت اعمال المعرض السنوي لجمعية الفنانين التشكيليين في البصرة، لتعكس المعرفة الفنية بتياراتها المختلفة، والمستويات الفنية الفردية في مساراتها المتفاوتة، وهذه حال الفن العراقي التشكيلي عامة، فثمة تجارب في الداخل واخرى في الخارج، استفادت من محايثتها لمدارس الفن وتجارب الفنانين الرواد والعالميين، فمثّلت معرفتها وعملها الدائب من اجل التميز والتفرد. غير ان لتجارب الفنانين البصريين سمة خاصة ينفردون بها عن تجارب الفنانين العراقيين، لتمثيلهم المحتوى الطبيعي والمعرفي للبيئة المدنية المشبعة بالإيحاءات والمصادر والرؤى، وهذا ما اشجع فنانين على تمثله وتوظيفه في اعمال تشكيلية، اذ لابد من تمثيل خاص يمزج بين الطبيعة والمفهوم، الاثر ومرجعياته..
ويرى الرسام شاكر حمد: ان الاستعجال في تحضير المعرض، وافتقاره الى التنظيم وتوزيع الاعمال، وعدم التجانس في المستويات الفنية والتقنيات.. حيث ضم المعرض اعمالاً (واقعية) هي نتاج اعمال فوتوغرافية او منشورات صحفية، مع ذلك يتضمن المعرض العديد من الاعمال التي توصف بالجيدة، محاولات تحديث، تجربة التحديث لا تنفك وتبدو انها شاغل الفنانين الشباب.. ولا يمكن اغفال جهد الجمعية السنوي المتواضع..
واعتبر الناقد خالد خضير الصالحي ان السمة الابرز في معرض جمعية التشكيليين في البصرة ليست فقط تنوع الاساليب، لأن تنوع الاساليب حالة صحية ومطلوبة نتيجة الاختلاف الثقافي واختلاف ذائقة المشاركين وثقافتهم البصرية، الا ان الامر الخطير هو التفاوت في المستويات، وهو ناتج عن اختلاف المقدرة التقنية والمعرفة بأصول الرسم، وبالثقافة البصرية وتدنيها عند رسامينا، ورغم امتلاك البعض لمؤهلات مقبولة الا ان البعض الاخر لم يكن موفقا في عرض اعمال لا تتوفر على ابسط مستلزمات العمل الفني المقبول، عموما نحن نتلمس بوادر مشجعة لتفهّم من نمط اخر بدأ يفرض وجوده وهو يهدف الى تحرير اللوحة من تبعيتها لدائرة التعبير النثري والسرديات الايديولوجية، وهو امر مشجع، ولكن الاهم ان يطلع فنانونا عل التجارب العالمية من خلال السفر او في الحد الادنى عبر الانترنت، ألا يظلوا متقوقعين في مجد اوهام لا حقيقة لها.