ادب وفن

عن قصيدة الومضة "حينما ينام الضوء ..." للشاعر عقيل الربيعي / خليل مزهر الغالبي

كم هي نشطة انية الشعر القليلة الكلام والكثيرة المنوال وهي تكسر كارزما قول النفري"كلما اتسعت الرؤية، ضاقت العبارة"ومن خلال سماعنا الساكت ورؤيتنا اللامرئي المستتر بين موحيات ايجاز اللغة الإيحائية واشاراتها التي ينفذ بها بعيرها الشعري من خرم ابرة الكلمات،وهذا المائز واللازم الشعري في هيكلة وبناء القصيدة اللغوي،يدعو العقل الشعري ازاء الاشتغال الإذكائي في تكوينات القصيدة،وهوام قصيدة الألفية الثالثة وما قبلها المقارب لتكون قصيدة العلم اللغوي المفتوح والتي تذكرنا بمصطلح اللغة السماحة لشريف الرضي وماقبله اللغة الشجاعة لابن جني،لمرورها الجمالي الشعري وهي محملة بما تريد القول.
وقصيدة "الومضة الشعرية"ً تعد الأكثر مطلباً وتتويجاً لهذا المائز الفني للغة الشعر، كما هي قصيدة"حينما ينام الضوء...تدهشني الأسئلة"للشاعر-عقيل الربيعي- المنشورة في جريدة طرق الشعب العدد133،(1-ماذا لو /هاجرت الفكرة.../ من رأس القصيدة)وباقي اسئلتها الممتدة على باقي الومض الشعري لها،وهي أسئلة وجودية باحثة عن جس جواب المتلقي،وإتصفت هذه القصيدة بالاختزال في ضمنية الاختصار اللغوي،والمفتوح بشدة عافيته على السعات الكبيرة في تصريحها لخطابها الادبي،ومن إيجازات الشغل الإذكائي لعلم اللغة وسموحها،حيث ومضتها الاخرى(2-ماذا لو/نام الضوء في/مطلع الفجر)وهي تساؤلات مغايرة شفيفة للثابت الأليف والطبيعي لظواهر وطبيعة الاشياء،(ماذا لو/مد الوقت يده/ليسرق الوقت)وهي تكوينات نسقية تعمل لصناعة التلقي والتلقي الاخر من متعدد القرائات وحواريتها،وهو من حاضر القصيدة الملتفته دائما في اعتنائها لمفهوم التلقي،وهو المعتنيات المهم في ماهية الشعر الحديث.
ومن ومضته الاخرى(ماذا لو رفع الليل رأسه في/منتصف النوم)المنسجمه مع باقي الومض للقصيدة،التي تشرط ثقافة قراءة ما خلف الخطاب المؤدي مابعده شعرياً،والمؤشرة على تعدد التلقي وفق عامل القبول الشعري وثقافتة لاذته،وهي القراءة الشعرية القادرة للمرور في زمن الضوضاء الحضارية و"بزنزها"
ولم تعد هكذا قرائات لهكذا قصائد من القرائات ذات المرور السريع،لما لبناءها من جمالية البوح الايحائي اولاً،ولمختصرها القصير والطويل المعنى اضافة لقدرها في فتح بابها الجمالي اللطيف للقاريء،كما في ومضتها(ماذا لو/تنفست الحقيقة/غبار الأوهام).
وتقع تساؤلات ومضات القصيدة،ضمن حالة توزعت وتعددت من ذلك الاستلاب الذي يعيشه ويرفضه الانسان العراقي والكوني،وهي تساؤلات منتظره لحوار المتلقي،وفق تلك الشفافية اللغوية والنفسية الغير صارخة من شدة العسف المختبأ تحت هدوء لغتها الشعرية.