ادب وفن

ألفريد سمعان ومحطاته الإبداعية والنضالية في بيت "المدى"

طريق الشعب
احتفى "بيت المدى للثقافة والفنون" في شارع المتنبي، الجمعة الماضية، بالشاعر الرائد ألفريد سمعان، وبتجربته الإبداعية والنضالية، وسط حشد من المثقفين والأدباء والأكاديميين والناشطين المدنيين.
أدار جلسة الاحتفاء الشاعر إبراهيم الخياط، الذي قدم سيرة المحتفى به، مبيناً انه "عاصر وزامن السجون العراقية الكثيرة، ويكفي ان يكون سجن نقرة السلمان الرهيب ملاذاً لأديب مثله"، موضحاً ان "سمعان كان ضمن جماعة من السجناء حشروا في ذلك الصيف القائظ في مقطورة مظلمة خانقة لا منفذ للهواء فيها، وكاد السجناء يموتون جميعاً لولا ان سائق القطار عبد عباس المفرجي والد الاعلامي والناقد السينمائي علاء المفرجي قد بادر لإنقاذهم من خلال اطلاق صفارة السرعة القصوى ليصل القطار قبل موعده". لافتاً الى ان تاريخ العراق ليس فيه قطار اشهر من "قطار الموت" الذي اشرف عليه عبد السلام عارف ورشيد مصلح ومصطفى الفكيكي.
بعد ذلك تحدث المحتفى به عن ذكرياته مع رواد الأدب والفن العراقي والعربي، مشيرا إلى انه كان مسؤولا عن فرقة فنية تابعة للحزب الشيوعي العراقي أبان سبعينيات القرن الماضي، ومبينا ان الفرقة قدمت أجمل الأغنيات السياسية التي لحنها الفنانان كوكب حمزة وجعفر حسن. كذلك تحدث سمعان عن اتحاد الأدباء منذ تأسيسه في العام 1959، وعن الشعراء الرواد محمد مهدي الجواهري وعبد الوهاب البياتي ولميعة عباس عمارة، الذين بادروا إلى تأسيسه.
وقدم عدد من الحضور مداخلات وشهادات عن المحتفى به، كان بينهم د. عقيل مهدي الذي قال ان ألفريد سمعان رجل ميداني يحول الأفكار الى ممارسة ميدانية، مضيفا انه كان يحب المسرح، وكتب مسرحية عن "الملك ديمون"، وقد كان فيها نزعة شعرية وحبكة درامية تمثل الانقباض على السلطة في عقر داراها.
فيما بين الناقد علي الفواز ان "سمعان يمثل سيرة وشهادة وتاريخ.. سيرة انسان عاش السجون والهموم السياسية والحلم الوطني، وتاريخ لكل المخاضات التي قادتها القوى الوطنية منذ عام 1934 والى يوما هذا، وشهادة على اكثر من ستين عاماً تفيد ان هذا الانسان يرى الكثير من التحولات وتشظيات الحرية، والموت من خلال الانقلابات والصراعات والخراب والخيبات، وهو يجعل من هذه الشهادة فعلا شعريا وثقافيا".
من جهته اشار الناقد علوان السلمان الى ان "ألفريد سمعان شاعر وقاص ومسرحي يحاول عبر قصائده الإبحار في خضم الذاكرة، معتمدا على مخزون الذاكرة الكردية والجمعية بحالاتها النضالية".
وتحدث عن المحتفى به أيضا القانوني طارق حرب، القاص حسين الجاف، الروائي والإعلامي توفيق التميمي، وآخرون.
وفي الختام قدم بيت "المدى" شهادة تقدير للشاعر ألفريد سمعان.