ادب وفن

على هامش الدورة الخامسة لجائزة الطيب صالح تدشين رواية «حارة المغنى… ولّى المساء»

صلاح الدين مصطفى*
على هامش الدورة الخامسة لجائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي التي احتضنتها مدينة الخرطوم اخيراً، تم تدشين كتاب الروائية السودانية المهاجرة في اسكتلندا ليلى أبو العِلا "حارة المَغْنى.. ولىّ المساء"، وذلك بحضور عدد كبير من المهتمين والنقاد وأسرة أبو العلا الشهيرة.
الكتاب تناول جوانب من حياة الشاعر السوداني حسن أبو العِلا وهو من رواد الشعر الغنائي في السودان، وتمت كتابته في النسخة الأصلية باللغة الإنكليزية وترجمها إلى العربية بدر الدين الهاشمي وصدر عن "مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي".
أدار الجلسة السفير جمال محمد إبراهيم، وتحدث عن بدايات ليلى أبو العلا مع الكتابة وفوزها بالجوائز، خاصة جائزة "كبي كبي" في لندن، وقال: إنها لا تكتب إلاّ وتسيل الجوائز في أعقابها، وتحدث كذلك عن الشاعر حسن عوض أبو العلا، عم الكاتبة موضحا إصابته في الإسكندرية، حيث كان يدرّس في كلية فيكتوريا، الأمر الذي أفقده الحركة تماما، لكنه أبدع في جانب الشعر وتغنى له كبار الفنانين. وعاش أبو العلا 20 عاما بعد الحادث.
الأستاذة حرم أبو العلا شقيقة الشاعر، سردت جوانب مهمة عن الطفولة التي عايشتها معه، وقالت: إنه كان اجتماعيا بالدرجة الأولى "يلم حوله كل أفراد العائلة"، واضافت إن الشعر والحب هما اللذان جعلاه يعيش هذه السنوات بعد الحادث. وتناول الناقد مصطفى الصاوي جوانب من الرواية بداية من الغلاف ووصف تصميمه بالجميل، وقال: إن الكتاب يجمع بين أكثر من جنس أدبي، ففيه عالم متخيّل وتضاد بين الشخصيات وأحداث واقعية، واضاف إن النص قائم على عالمين مختلفين، وفيه ثنائية ومقارنات بين الحياة في مصر والسودان، وزاد:"هذه الرواية آسرة من حيث بنائها المعماري والكاتبة تميزت بسلاسة التعبير بين التاريخ والواقع المتخيل".
ثم قرأت الإذاعية لمياء متوكل صفحات من الرواية، ثم قرأت قصيدة "ولّى المساء" التي كتبها عوض أبو العلا وغنّاها الفنان سيد خليفة.
الناقد مجذوب عيدروس ركّز في حديثه على تداخل الأجناس الأدبية "حيث اشتمل النص على رواية، سيرة ذاتية، وتناول أجواء الغناء السوداني"، وتناول مجذوب الجوانب المختلفة لأسرة ابو العلا في الثقافة والحياة الاجتماعية والرياضة. وتحدثت الكاتبة وقالت: إنها وهي تكتب في هذا النص كانت تتخيل "هذا اليوم"، أي عندما يتناقش ويتحاور السودانيون في النص الذي يلامس جوانب كثيرة في التاريخ الاجتماعي. وقالت: إن الرواية اقتربت أكثر من القارئ السوداني بعد نشرها مترجمة بواسطة مركز عبد الكريم ميرغني مضيفة أن الترجمة عبّرت تماما عن النص.
ويقول الكاتب محفوظ بشري إن الرواية محتشدة بالصور الفلكلورية السودانية الخالصة "رقص العروس، الشلوخ، الدخان، الدلكة"، وقد رسمت صورة السودان في شبابه، وهو يقف عند مفترق الطرق، مليئاً بالأمل.. ويمضي بالقول "مع أن الرواية لم تنشغل بالتعمّق، في قراءة ذهنية مقصودة لـ "جيل الاستقلال" كما اصطلح على تسميته، إلا أن بإمكان القارئ التقاط الأجزاء المبعثرة في نسيج الحكي، ليرسم صورة عن نوع المفاهيم التي بنت شخصية أولئك الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية إدارة بلد بحجم قارّة، بعد خروج المستعمر، إذ تجعلنا المؤلفة نسترق النظر إلى نظام المعتقدات والمواقف السائد في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين، وأثره على مستقبل الاقتصاد والتعليم والمرأة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب من السودان