ادب وفن

الفنان عامر سلمان الشمري: حققت جزءاً مما أحلم به / حاوره: محمد العتابي

الفنان عامر سلمان الشمري مولود في محافظة بابل عام 1947، بدايته منذ أوائل السبعينيات، حيث كان يعمل في مديرية اعداد وتدريب المعلمين في بغداد حينها اختاره الفنان عطا صبري للعمل في دار التراث الشعبي في بداية تأسيسها للحفاظ على التراث الشعبي العراقي من الضياع والاندثار حيث عمل في قسم النسيج الشعبي مع العديد من الأسطوات القدامى في هذه الحرفة، وشجعه الفنان عطا صبري حول فكرة معرض من النسيج، وكانت البداية له، أقام معرضه الشخصي الأول على قاعة المركز الثقافي الألماني في بغداد، وانتقل المعرض الى برلين في السنة نفسها ضمن المهرجان العالمي للشبيبة والطلبة، وحصل على دبلوم شرف الدولة والمهرجان، وفي عام 1977 أقام معرضه الشخصي الثاني ببغداد ضمن مهرجان الفلكلور العربي الأول، وساهم في العام نفسه في مهرجان لنصرة الشعب الفلسطيني في أوربا وأمريكا وبعدها سافر الى دول أوربا الشرقية وكانت المحطة الأخيرة في بولندا حيث عرضت أعماله في كلية الفنون وارشو وتوزعت فيما بعد على خمس كليات فنون واستخدمت كمادة دراسية "نماذج من نسيج الشرق".
وعرض عليه الدراسة في كلية الفنون في وارشوا في قسم النسيج والتصوير ونقل تجربته الفريدة هناك غير أنه لم يواصل الدراسة لظروف عائلية.
سألناه أولا:
- كيف تُعرّف نفسك.
*عامر سلمان.. الانسان والفنان الذي يحب كل الناس، ويحب ازدهار الفن وانتشاره، ويحب أن تكون هناك مهرجانات واحتفالات ومناسبات فنية وثقافية في أرجاء العراق.
عامر سلمان لم تتوقف أصابعه يوما من معانقة الخيوط الملونة في نسج اللوحات الفنية على اطارات النسيج لتشكل للآخرين لوحة فنية جميلة بأسلوب جديد.
- تعريف الجمهور بهذا اللون
من خلال أعمالي النسيجية التي انفردت بها عن بقية الفنانين العراقيين والعرب، قمت بتقديم هذا اللون من الفن التشكيلي، كاضافة جديدة في النسيج وأعمالي جزء من الفن التشكيلي... وهي أعمال تطبيقية بل هي جزء من التصميم الذي يمكن أن ينفذ بطرق عدة وبخامات عدة من أجل أيصال الفكرة الفنية في اللوحة الى المشاهد والمتلقي.
 الكثير من النقاد والمتابعين يعتبرون هذا النوع من الفنون الحرفية
*هذه مجرد وجهة نظر، وأنا شخصيا لا أرد عليها، وأعتبر أعمالي جزءاً من الفن التشكيلي، بل هي متمم للأعمال الفنية والدليل على ذلك أنني ومن خلال مشاركاتي في أكثر من ستين معرضا تشكيليا مفردا ومشتركا أجد نفسي وأعمالي في مكان جيد ومقنع وتدخل مباشرة في قناعات الآخرين، بل ونسبة كبيرة من المهتمين والنقاد أثنو على أعمالي، أما المشككون والذين يحاولون الإساءة والتقليل من قيمة أعمالي فهم بعض الفاشلين أو الذين لم يستطيعوا مجاراتي أو تقديم أي عمل فني أو لغايات شخصية بعيدة عن الفن.
 هل أضفت شيئا جديدا ومتميزا؟
*أنا أضفت الكثير طيلة الأربعين عاما التي قضيتها في مزاولة هذا اللون من الفن الذي درج البعض من الفنانين أو مدعي الفن على التقليل من قيمته أو تأثيره أو مشاركته في الحياة الفنية، ومنذ بداية السبعينيات أنجزت أعمالي الفنية بمشاركتي في معارض عديدة أيام ازدهار مرحلة البوستر السياسي ومن خلال اللوحة التشكيلية والخط العربي والزخرفة.
  ?البعض يقول أن من يشاهد لوحاتك الفنية يلاحظها بسيطة لا جديد فيها
*من وجهة نظره، أما وجهة نظري فأنا أغاير هذه الفكرة، أعمالي ليست بسيطة وساذجة، أنما هي أعمال فنية بكل معنى الكلمة، وأستطيع القول بأن في هذه المقولة شيئاً من التجني، وأقول لمن يقول هذه المقولة هل يستطيع أن يقدم مثل أعمالي؟، لا أقول أنني أتحدى الآخرين بل أقول أنني متفرد في هذا اللون من الفن ولم يسبقني أحد، وأنا فخور أن أعمالي باتت مادة دراسية في خمس جامعات بولونية، وكتبت عني العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه.
 الا تعتقد أن ظهور الآلات الحديثة أثر على عملك كفنان؟
لقد أثرت الآلة تأثيرا كبيرا على الفنون الحرفية وكادت تموت، بل وماتت العديد من الحرف وانزوى بعضها خجلا في زوايا الأزقة والدروب، ومات وأندثر الكثيرون ممن زاولها.... مات جوعا وفقرا، غير أني لم أهتم لذلك فقد كنت نشطا واستفدت كثيرا من خلال عملي مع رائد الفن العراقي عطا صبري في بداية السبعينيات عند تأسيسه دار التراث الشعبي ومن خلال متابعتي ومساهمتي الدائمة، وابتكاري طريقة جديدة للعمل على اطارات خشبية.
 هل هناك من يشكك بهذه التجربة الفنية؟
لا أهتم بتلك الأقاويل، بل أقول انهم شلة من الفاشلين لأن البعض لا هم لهم الا التشكيك بقدرة الأخرين وامكانياتهم، أنا أعرف قيمة نفسي وأعمالي فهي معروفة كثيرا في أماكن كثيرة من العالم وبدون أي ضوضاء.
 باعتبارك تدريسياً في كلية الفنون الجميلة، لماذا لم يبرز طلبتك في هذا النوع من الفن؟
لم يبرز في الكلية من مواهب في أغلب أقسامها بسبب خلل معروف للجميع ولعدة أسباب منها المناهج التعليمية وطبيعة التدريس النظري وأخلاق بعض التدريسيين.. لم يبرز أي واحد من الطلبة، هناك مواهب عديدة لم تصقلها الكلية وهناك مئات الخريجين بلا عمل، بلا وظيفة، الناس تبحث عن لقمة العيش لتبدع.... لنعمل، لنقدم الشيء الكثير للمجتمع، كيف يبدع الجائع والخائف والفقير؟.
 هل للفنان عامر سلمان منافسون؟
حسب معلوماتي ليس لي أي منافس بل أنني أفرح كثيرا حينما أرى من يشاركني في أعمالي الفنية أو في طريقة وأسلوب عملي.
 ماذا تطمح؟
أطمح أن أجرب كل ما يجول في خاطري، أطمح أن أنفذ مصورات كلكامش على النسيج، أطمح أن أنفذ مصورات الواسطي على النسيج... أن أكتب شيئا عن تاريخ بلادي، وأعتقد بأني حققت الكثير باعتراف أساتذة وفنانين كبار.
 أنت راض عن نفسك؟
نعم أنا راض عن نفسي فقد قدمت للآخرين أكثر مما قدموا لي.
 وفي الختام ماذا تقول؟
أعتقد أنني حققت جزءا كبيرا مما كنت أحلم به... لقد حققت الكثير.