ادب وفن

نادي الشعر في اتحاد أدباء البصرة يحتفي بالشاعر حبيب السامر

طريق الشعب
ضمن نشاطه الثقافي الأسبوعي احتفى نادي الشعر في اتحاد أدباء البصرة بالشاعر حبيب السامر، وأدار الجلسة الشاعر ثامر سعيد بحضور عدد من الأدباء. وقال ثامر في ورقة التقديم ان تجربة الشاعر تستوجب منا استحضار كل منجزه أمامنا، بدءاً من مجموعته الأولى مرايا الحب.. مرايا النار والصادرة عام 2001 وصولا إلى منجزه الأخير أصابع المطر عام 2012 لأنه من جيل حرص على ان يزهر اسمه بتأن ومثابرة عبر عقود عدة.
الناقد جميل الشبيبي تحدث عن تجربة الشاعر المحتفى به بقوله: تتجه تجربة الشاعر الى الميل الواضح لجمع وتألف المتناقضات في الجملة الشعرية الواحدة وبالشكل الذي يولد انسجاما من نوع خاص أساسه العلاقة بينهما وبين النص وقارئ النص الذي لابد أن يعيد تركيب الجملة الشعرية، وسوف نجد أن بنية الجملة الشعرية في مفتتح القصيدة هو نزوع في تأليف أجزاء متن القصيدة، أساسه منتجة الجملة بالاتجاه الذي يترك فراغات واضحة في بنيتها لبناء علاقة شراكة وألفة مع المتلقي. كما تنحو قصائد الشاعر إلى تجسيد عالم مشخص بلغة شعرية مكثفة ومكتنزة بالصور المشهدية وتعتمد الجملة الاسمية أو شبه الجملة بتأجيل مؤقت لظهور الأفعال كي يديم تجسد الصورة في ذهن المتلقي بإيقاف زمن الجملة ثم إطلاق زمنها في فضاء متحرك معتمدا على بعثرة كلمات في افتتاحية العديد من قصائده، وميل واضح إلى الإزاحة اللغوية باتجاه خلخلة السياق بكلمات وأفعال تجعل الجملة الشعرية والتركيب اللغوي مفارقا للقواعد المألوفة في بنية اللغة العربية.
وجاء في قراءة الشاعر علي الإمارة: في النص الذي قدمه لنا الشاعر حبيب السامر والمعنون "الدهشة... لعبة أخرى" في مجموعته حضور متأخر جدا، نقف أمام أربعة فئران أو بالأحرى أربعة مقاطع يجمعها قلق الشاعر وهواجسه الكتابية تجاه كل ما يحاصر الشعر والشاعر، سواء من داخل الكتابة التي تمثلها كلمات الشاعر أو الأوراق التي يكتب عليها ، أو من خارجها حيث الاغتراب عن الزمن والناس.. فإذا كان الفأران الأولان هما من داخل التجربة، وتوتر الشاعر إزاء عملية الكتابة وجدواها.. فان الفأرين الآخرين من المحيط الزماني والمكاني والصراع البشري وتأمل الشاعر لما يدور حوله بعينين من ريبة وذهول. وقدم القاص باسم القطراني ورقة عنونها: التنومة.. فلاش باك، جاء فيها..
تعود علاقتي بالشاعر حبيب السامر الى أيام الدراسة المتوسطة ، حيث بداية تشكيله الشعري ، وحرصه على المواكبة الابداعية بملازمتنا للمكتبة الوطنية في مدينة التنومة انذاك. وحرصت ان احتفي بصديقي وتجربته التي اعتز بها كثيرا بقصيدة :
الشاعر سالم محسن بين أن قصيدة الداكير ضمن مجموعة الشاعر ( رماد الأسئلة ) تنحى منحى مركبا ما بين التجريدي والتجسيدي بسبب موضوع القصيدة الذي يمازج هو أيضا ما بين الرثاء والاحتفاء بوالده، والخطاب في القصيدة يعتمد على استخدام الأخبار بنوعي الجملة الفعلية التي تحرك القصيدة بدلالاتها وإشاراتها مما يعطيها تلك الصورة -الموتيفات، التي تتنامى مع موضوع القصيدة . ومما جاء في ورقة القاص ياسين شامل: كنا نرتاد المكتبة العامة في قريتِنا القريبة من المدينة الصاخبة، صخبها يتجاوب مع ما يضج في دواخلنا. كل شخص يبحث عن هواه وما ينسجم مع حسهِ ورؤاه. فتشكلت البادرة الأولى. كان حبيبُ مولعاً بالشعر، وليسَ بالشعرِ فقط، أنهُ مولع بالجمالِ، ذلكَ الإحساس المرهفُ لذلك الفتي "حبيب". الشاعر واثق غازي بين في قراءته اعتماد الشاعر حبيب السامر على نقل التفكير اللغوي الممارس الى حيز تداول منضبط تحكمه اشتراطات كالتي نعرفها عن الشعر، وهو أقرب الى تطويع السليقة الغارقة في الممارسة الخاطئة. وأقرب ما يتكشف هذا الأمر في النص الشعري الحديث، الذي يسعى الى مسايرة المتغير اللغوي بأدواته ذات الأصول المحددة من حيث الممارسة والبنية. وفي مبادرة جميلة قرأت الدكتورة هناء البياتي قصيدة "بائعة القيمر" باللغة الانكليزية، حيث ترجمت للشاعر السامر ثلاث قصائد قرأها الشاعر المحتفى به، كما قرأ الدكتور رمضان السدخان قصيدة بعنوان "هذا العام نريده مختلفا" بالانكليزية أيضا.