ادب وفن

«بيادر خير».. الفنان حميد البصري يتذكر / حاوره: مجيد إبراهيم خليل

أوبريت "بيادر خير" أو المسرح الغنائي هو أحد أوجه النشاط المسرحي الذي شهدته بلادنا أواخر الستينيات، بتعاون مجموعة كبيرة من الفنانين على ظهوره، حيث انسجم الحوار والموسيقى والغناء والرقص لتقديم عمل فني متميّز، تعبيرا عن مضمون إنساني رفيع، وهو معاناة الفلاحين من جور الإقطاع، لتشكل هذه القضية رمزا لكل معاناة من أجل إنسانية الإنسان، دفاعا عن حقوقه المهدورة وضد الظلم والاستغلال.
وبمناسبة مرور 47 عاما على عرض "بيادر خير"، كان لنا هذا اللقاء مع الفنان حميد البصري.
 ما الفكرة أو الرسالة التي أراد الأوبريت إيصالها الى الجمهور؟
* الرسالة التي تضمنها الأوبريت موجهة الى الفلاحين الذين تركوا زراعتهم – بسبب ظلم الإقطاعيين وأزلامهم – وهاجروا الى مراكز المدن، مبينة لهم خطأ قرارهم ذلك، موضحة الحالة السيئة لواقعهم في المدينة، داعين إياهم إلى العودة الى أراضيهم وزراعتهم ومواجهة الاقطاعيين وظلمهم. وقد علمنا من بعض المسؤولين في الدولة بعد عرض الأوبريت بأن العديد من الفلاحين عادوا فعلا الى الر
 من هم المساهمون في الأوبريت؟
* التأليف: ياسين النصير.
الشعر الشعبي: علي العضب، الشعر الفصيح: خالد الخشان، أغنية اللول لوه: أبو سرحان.
الإخراج المسرحي: قصي البصري.
الموسيقى والألحان وقيادة الفرقة: حميد البصري.
الكوادر الغنائية والتمثيلية: عدد كبير منهم: فؤاد سالم، شوقية العطار، سيتا هاكوبيان، طالب غالي، سلمى إبراهيم، ضياء البصري، قصي البصري، عبدالاله عبدالقادر، عبدالامير السلمي وغيرهم.
متى ظهر هذا العمل؟ وما هي الظروف التي ظهر فيها
* في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي، وبعد تأسيسي الفرقة الموسيقية البصرية ـ ولدت لدي فكرة المسرح الغنائي ـ كنت في حينها معجبا ومتابعا لأعمال المرحومين الأخوين رحباني في المسرح الغنائي. وكانت في حينها مشكلة هجرة الفلاحين من الريف الى مراكز المدن العراقية. جاءتني فكرة اوبريت "بيادر خير" لهذا دعوت الأطراف الأساسية لإنتاج مسرح غنائي وهم مؤلف قصة، مؤلف الشعر الغنائي، مخرج مسرحي ومغني، فاجتمعت مع الإخوة: ياسين النصير وعلي العضب وقصي البصري وطالب غالي، طرحت عليهم فكرة الأوبريت، فتحمس الجميع للعمل. ثم وزعنا المهام كل حسب اختصاصه. ولحاجة عمل مثل هذا الى كوادر منفذة كبيرة، وقلتهم في ذلك الوقت، وخاصة المغنون والممثلون والراقصون والموسيقيون، في فترة كتابة القصة والشعر، بدأنا أنا والأخ طالب غالي بمفاتحة أعضاء الفرقة الموسيقية البصرية، بمشاركة أقربائهم، ثم عملنا لقاءات مع العوائل لأخذ موافقتهم. وعلى مدى أكثر من سنة، تمكنا من جمع العناصر المنفذة، وبدأنا التدريب التدريجي للأوبريت. عام 1968 ذهبنا الى بغداد للمشاركة في برنامج وجوه جديدة للتلفزيون، وهناك طرحت فكرة الأوبريت على المدير العام للإذاعة والتلفزيون محمد سعيد الصحاف، فوافق على تبني الفكرة. وهكذا عدنا الى البصرة لنبدأ وبنشاط مكثف بالتدريبات على الأوبريت. وقدمناه عام 1969 في بغداد.
كيف ولدت فكرة المسرح الغنائي؟ وهل هناك تجارب سابقة له؟
* كما ذكرت أعلاه، لم تكن هنالك تجارب سابقة لمسرح غنائي حقيقي، بل كانت تجارب مدرسية بسيطة لا ترقى إلى مواصفات المسرح الغنائي، ولهذا كان أوبريت "بيادر خير" هو أول تجربة للمسرح الغنائي في العراق.
هل هناك إمكانية ان تتكرر تجربة "بيادر خير"؟
* من ناحية التأليف والتلحين، توجد هذه الإمكانية. ويوجد لدي أوبريت جاهز للتنفيذ هو "ثورة الزنج" شعر علي العضب، وعمل آخر لم يتم بعد. لكن ظروف الإنتاج غير متوفرة للأسف الشديد لأسباب مادية وموضوعية.