ادب وفن

علي بيعي، الشاعر الذي أنشد أحلى قصائده للوطن.. للناس / كاظم السيد علي

كثيرة هي الأصوات الشعرية المقتدرة ولأسباب ومبررات عديدة ظلت بعيدة عن نقطة الضوء والشعر والنشر. وبالذات منها ممارسات النظام الدكتاتوري التعسفية التي ارتكبت بحق الشعر والشعراء ممن لم يسخر إبداعاته لتمجيد ذلك النظام الشمولي الفاشي، ومن بين تلك الأصوات الشاعر علي بيعي.. الإنسان الذي بقي يغرد وينشد مع رفاق دربه الشعراء.. للوطن.. للناس، بروح عاشق مدنف أحب وتولع:
ها.. يالموت
وجه بنادم، دنيه جبيره
تمشي بكلب بنادم.. صوت
وصوت بنادم، شهكة غيره
ما تغفه أعله الذل وتموت
دم يسولف
دم يخاف
دم يطحن.. ويذوب بسكوت
دم يرد بعظم بنادم..
جيلة ترد روحه بلا موت
دم يفز بليل بنادم
نجمه وعل الغافين تفوت
علي بيعي.. له مشوار طويل مع الشعر بدأ عام 1965 في مدينة الحلة التي أثرت أجواؤها السياسية والأدبية فيه. حتى أصبح يشار اليه بالبنان فهو من المساهمين في حداثة التجديد في القصيدة الشعبية الحديثة، ترك بصماته في ذاكرة الناس وخاصة شعراء جيله حتى باتوا يرددون قصائده إلى هذه اللحظة أمثال: كريم النور/ عبد الستار شعابث/ رشاد بقلي/ طه التميمي/ عبد الرزاق كميل ابو قمر وغيرهم من شعراء الحلة الفيحاء.
 أن الشعر عندّ الراحل (علي) هو تعبير صادق عن أحاسيس الناس وطبيعة المجتمع.. فكان همه الإنسان ضمن قيم حضارية واجتماعية وجمالية متقدمة كما هو ترجمة الحياة وإعطاء صورة صادقة للناس فهو وسيلة يترجم بها الشاعر بأسلوب هذه الحياة...
ينار المطفاج الغيث...
 اطفيج بدمع عيني
اطفيج ابرمل..
 ما شاف كطرة ماي
أظل كاعد أتاني الناس..
عودنهم يعضدوني؟
وتمر الناس.. تعبانه..
يتوجاله ابجتف تعبان
وخط عالرمل..
 هاي بذيج.. ذيج بهاي
وأصعد للسمه عيني
أشوف الغيم يتلاطم..
 سفن بيضه بلا سفان
ولا كطرة مطر تروي..
 كلب عطشان
وكان عفيف الروح مخلصا لمبادئه التي تربى عليها ونهل من نبعها الصافي ونور طريقه وطريق الكثير من الشعراء. فكان يكتب من واقع حياته اليومي وبأسلوب بديع عالج فيه كثير من القضايا الاجتماعية وطرح فيه أروع القصائد الوجدانية وذلك ليروي ظمأه في ثنايا هذه السطور:
شاهدي للمحبوب من كنز الحياة 
البيه در وجوهر وأجمل الماس
كلهه ما تحله بعيوني الساهرات  
 كيف يتبعوها طماعة الناس  
وآنه ما دور طمع طيب أذات 
 اهو بعض الشي لاضم بالإحساس
الذكر الطيب ل (علي بيعي) الشاعر المخلص طالما أنشد أحلى قصائده الوطنية والسياسية والوجدانية للوطن..للناس..للحب...للحبيب.