ادب وفن

ورقة عمل مقترحة للهيأة الإدارية المقبلة

طريق الشعب- خاص
لم تعد المنظمات الثقافية تجمعاً عشوائياً لا تحكمه روابط وأنظمة مرسومة بدقة واتقان، ولم تعد الفردية والشخصانية هي البديل الموضوعي للقيادة الجماعية التي يشترك فيها أعضاء المنظمة الثقافية، كون هذه الأخيرة هي المصدّ الأكثر صلابة لتجنب الوقوع في الخطأ والانفراد بالقرارات الفردية.
من هذا المنطلق ارتأى عدد من أدباء البصرة ومن يوقع على هذا البرنامج المعد لتغطية المرحلة الجديدة من عمل الاتحاد، أن يطرح على الجميع خطة العمل التي تحيّد الانفراد بالقرار وقيادة الاتحاد واضعاً بعين الاعتبار أن أعضاء الاتحاد يظللهم قانونه وتشريعه بعيداً عن أي مذهب أو تنازع جهوي، ولا يرتهن من ينضوي تحت لوائه سوى لقراراته الجماعية التي يجب أن ينفرد بها مجلس إدارته المنتخب الجديد، كونها نتاج إشراف لجان من الهيأة العامة تتشكل من أعضائه الذين يرون حقًا أن ينتقل الاتحاد من العمل الفردي إلى العمل الجماعي القائم على التشاور والتباحث في أغلب الأمور التي تخلق حساسية وتنافراً وتضاداً أو تصادماً في الآراء .
وبعيداً عن ترصد الأخطاء والمثالب وإثارة الخلافات بشتى صنوفها، ارتأى الموقعون على برنامج العمل هذا أن تتضمن مفاصله مجموعة من الأفكار والنقاط المهمة وهي:
أولاً: تشكيل لجنة استشارية من أدباء البصرة الاعتباريين ورموزها الثقافية، من مهامها المناقشة والاعتراض وتقديم النصح للهيئة الإدارية تحدد أسماء اللجنة الاستشارية على وفق تأثيرهم الإبداعي في ساحة العمل الثقافي البصري والعراقي والعربي، ويناط باللجنة الاستشارية تكوين اللجان الفرعية للمهرجانات التي يقيمها الاتحاد سنوياً.
ثانياً: تمنح الهيأة الإدارية الكثير من صلاحياتها إلى لجان تشكل من الهيأة العامة تعنى بكل مفاصل عمل برنامج الاتحاد الثقافي ومن ضمنها تشكيل لجان اجتماعية ظلت غائبة سنين طويلة عن منظومة عمل الاتحاد في دوراته الماضية.
ثالثاً: يرتئي الموقعون على هذا البرنامج أن تشكل لجنة من الهيئة العامة للقبول في عضوية الاتحاد، وليس للهيئة الإدارية أية صلاحية في رفض ترشيح اللجنة، كون التزكية بالقبول مدعومة بالنصوص والآراء.
رابعاً: تشكل لجنة من الهيئة العامة لاستقبال الدعوات في المؤتمرات والمهرجانات الأدبية في العراق وخارجه، وترشيح الأديب الذي يُنتدب إليها فيما إذا كانت الدعوات موجهة من جهة الاتحاد، أما إذا كانت الدعوات شخصية فإن اللجنة المشكلة ليست معنية بها، وبذا فإن من يشترك بشكل شخصي يمثل نفسه فقط.
خامساً: تعتمد الهيئة الإدارية للاتحاد لجنة ثقافية تشرف على نشاطاته، وتعمل على إلزام أعضاء الاتحاد جميعاً بلا استثناء بالمشاركة في النشاط الثقافي المنوع، وتقديم ما يقترحه العضو من نشاط شخصي أو مشترك على اللجنة المقترحة.
سادساً: تشكيل لجنة للأشراف على مهرجان "المربد" كونه من المهرجانات الكبرى التي يرافقها الكثير من الأخطاء والالتباسات، وتقديم الملاحظات على عملها الموصوف بالارتباك دائماً. وتجنباً لذلك تمنح اللجنة المشكلة من الهيئة العامة وتحديداً من الهيئة الاستشارية صلاحية تنظيم المهرجان وتقترح مفاصله ابتداء من الدعوات الخارجية والداخلية، عراقية وعربية وأجنبية، وتخويل من ينوب عنها ومحاسبة من يخل بطبيعة العمل المنوط به.
سابعاً: يصدر الاتحاد سنويا بالتعاون مع مؤسسات الدولة والمجتمع مجموعة من الكتب الأدبية في مختلف فروع الأدب، ولكي لا يكون الإصدار اعتباطياً يخضع للمزاج والعلاقات الشخصية يرتئي برنامج الاتحاد هذا أن تشكل لجنة لقبول المطبوع وتتحمل مسؤولية الرفض أو القبول مشفوعة بالحجة المقنعة والرأي الفصل بعيداً عن المجاملة و الشخصانية. وكل ذلك من أجل أن تتجنب الهيأة الإدارية اتهام من يرفض طبع كتابه لدواعي الفنية المعتمدة من قبل لجنة النشر التي يكون أعضاؤها من الهيئة العامة تحديداً وبعضوية ممثل من الهيئة الإدارية، وذلك من أجل الابتعاد عن نظام "التسلسل" في الطبع والاحتكام لآلية المطبوع المميز والمتفرد في فنه.
ثامناً: من خلال التجربة الاجتماعية لاتحاد أدباء البصرة لم نطلع على مشروع للتكافل الاجتماعي بين أعضائه يعزز العلاقة بينهم ويعرّف بعضهم ببعض. وفي ضوء ذلك يعتمد برنامج العمل المقترح لجنة من الهيئة العامة تدير آلية التكافل الاجتماعي لتأكيد قيم التواصل بين الأعضاء والوقوف معهم في المناسبات المعينة بأقاربهم من الدرجة الأولى "الزوج - الابن - الأخ الأب الأم".
تاسعاً: من غير الطبيعي حقاً أن يفتح اتحاد الأدباء باب بنايته لساعتين أو ثلاث في الأسبوع خلال الإصبوحة التي تقام يوم السبت فقط .. وفي ضوء ذلك نجد أن تردد الأدباء على مقر اتحادهم يزيدهم صلة وتقارباً ويجعلهم أكثر قرباً إبداعياً وحوارياً فيما بينهم. لهذا نرى إن إنشاء "مقهى ثقافي" مفتوحا كل أيام الأسبوع ضرورة، بعد تأثيثه من قبل الاتحاد العام المركزي أو مؤسسات الدولة بما يجعله ملتقى مريحاً لتجمع ثقافي متميز.
عاشراً: سيصدر الموقعون على هذا البرنامج لاحقاً بياناً يحدد مفاصل العلاقة بين المركز العام واتحاد أدباء البصرة، وآلية العمل بينهما بما يضمن موضوعية الصلة والتكافؤ في الحقوق والامتيازات.
حادي عشر: فتح ارشيف معلوماتي لأعضاء الاتحاد لتدوين سيرهم الذاتية ونتاجاتهم الإبداعية ومشاركاتهم في الفعاليات الداخلية والخارجية بوصفها قاعدة بيانات موثقة.
ثاني عشر: فتح بوابة الكترونية لتدوين المعلومات الخاصة بالأعضاء وبنتاجاتهم كي تعتبر ارشيفاً الكترونياً يعين الباحثين على اللجوء إليه والاستفادة منه في أبحاثهم ومشاريعهم التي تعنى بالأدب البصري
ثالث عشر: تعتمد الهيئة الإدارية ناطقاً رسمياً باسم الاتحاد من أعضاء الهيئة الإدارية يقوم بمهام الاتصال بالصحافة وتهيئة المؤتمرات الصحافية في حال انعقادها وخاصة قبل المهرجانات الكبرى التي يعتمدها الاتحاد والتصريح تحديداً بأفكار ومشاريع الاتحاد.
رابع عشر: تأسيس عدد من البيوت الإبداعية الفرعية منها:
1 - بيت الشعر: تشرف عليه لجنة من الهيئة العامة
2 - البيت الأكاديمي: تشرف عليه لجنة من الأكاديميين في الهيئة العامة
3 - بيت السينما تشرف عليه لجنة من أدباء الهيأة العامة من المعنيين بالسينما.
4 - بيت السرد: تشرف عليه لجنة من الروائيين والنقاد من الهيئة العامة.
خامس عشر: يحق للهيأة العامة ممثلة بلجنة مالية تشكل منها، الأشراف على الجانب المالي للاتحاد ومحاسبة المدخلات والمخرجات وتوجيهها بالطريقة المثلى وبخاصة في المهرجانات الكبرى التي يقيمها الاتحاد.
سادس عشر: تشرف لجنة من الهيئة العامة على آلية إصدار وتحرير مطبوع الاتحاد من مجلته الرسمية "فنارات" وقبول ورفض النصوص التي يراد الاشتراك بها وفك التداخل بين هيئتها التحريرية والهيأة العامة ويكون رئيس الاتحاد رئيساً لتحريرها بصفته المعنوية يمثلها أمام الجهات القانونية مدعومة بلجنة استشارية تشكل من أصحاب الخبرات والكفاءات.
سابع عشر: تعتبر هذه الورقة ببرنامجها ملزمة لعمل الهيأة الإدارية القادمة ونحن نقف على مسافة واحدة من جميع الزملاء الذين سيرشحون أنفسهم للانتخابات القادمة.
ثامن عشر: تجسير العلاقة الثقافة بين الاتحاد والمنظمات الثقافية في البصرة وبخاصية كليات "الآداب والتربية والفنون" في جامعة البصرة من خلال "البيت الأكاديمي" والمراكز والتجمعات الثقافية:"منظمة البصرة للثقافة" و"رابطة مصطفى جمال الدين الأدبية" و"ملتقى جيكور الثقافي" و"البيت الثقافي" و"التجمع الثقافي الجديد" و"رابطة الفاو الثقافية" و"نقابة الصحفيين العراقيين في البصرة"..الخ، وتبادل إقامة النشاطات معها.
تاسع عشر: تجسير العلاقة مع أدباء الأقضية والنواحي وإعطاؤهم دوراً فاعلاً في نشاطات الاتحاد الثقافية والمجتمعية وتبادل إقامة الندوات معهم موقعياً.
------
* صدرت هذه الورقة قبل ايام في الوقت الذي كانت تتواصل فيه الاستعدادات لعقد مؤتمر الاتحاد السبت المقبل في مدينة البصرة. وحملت الورقة تواقيع ما يزيد على مائة من الكتاب والشعراء والقاصين والروائيين والنقاد والمترجمين والباحثين في محافظة البصرة.