ادب وفن

مسح ضوئي.. قالب ثلج / مقداد مسعود

كلما مررت ُ بعلوة الثلج قرب جامع الكواز يتسوقفني قالب ثلج يعرض في الهواء على سطح صندوق يحتوي قوالب الثلج كنوع من الاعلان التجاري، و يصادفني هذا الاعلان في سوق البراضعية، حيث يعرض أحدهم ربع قالب ثلج للغرض نفسه .هذا الامر يجعلني( أسولف وي روحي) لماذا التضحية بهذه القطعة من الثلج؟! الناس تلقفوا هذه الاشارة منذ الاعلان لأول مرة وعرفوا في هذه الأمكنة يباع الثلج، ويمكن ان تخط على الحائط (يوجد لدينا ثلج) ولا تضيف وراء مفردة ثلج كلمة (بارد) كما فعلها أحدهم للمزاح، ولا أحد يحاسبك دفاعا عن الحائط، فالحائط سبورة جماعية ولا يتردد أحدهم وأمام المارة نهارا أن(....) وعلى ما هو مكتوب(.....للحمير ) وهكذا يسقي الكتابة بما لديه من يوريا .بمرور الأيام تيقنت حتى بين قوالب الثلج هناك قوالب تعيسة، تقضي عمرها نازفة حياتها في الهواء الطلق، نازفة أمكانياتها رغم انها صالحة للأستعمال البشري، وهذه القوالب ليست خصيصا للعرض لاوجود لعلامة عليها تميزّها عن بقية القوالب وتجعلها مخصصة للنزف فقط ، كما ان الباعة لا يتصدقون بها للسائل والمحروم، قبيل انتهاء العمل أو يبيعونها بنصف سعر !!.وهكذا تذوب هذه القوالب في الهواء الطلق وفي فرن شمس البصرة تذوب قطرة...قطرة ...وبسبب لوثة التأويل التي تتجاور لدي مع لوثة الشعر ،أرى ان هناك نماذج بشرية صالحة للحراك الاجتماعي بكل تنويعاته الثرة، لكن الآخر المتنفذ يتعامل معها للعرض فقط كما يتعامل باعة الثلج مع ذلك القالب الذي له وظيفة المانيكان فقط ومثلما صار قالب الثلج ظلا اقتصاديا للبضاعة صارت تلك النماذج البشرية الثرة ظلاً اجتماعيا لديمقراطية السلطة!! وكأن السلطة تخاطب قالب الثلج بتنويعاته أنت موجود ومرئي و..... مشروط بتوجهاتي أنا فقط.. .